للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تحفظوا من الأرض) بتشديد الفاء أي احترزوا منها يقال تحفظت منه أي احترزت والمراد احذروا من إتيان القبائح عليها كما تحترزون من المطلع عليكم. (فإنها أمكم) أي خلقتم منها فاحترزوا منها احتزاركم من الأم في طي ما تكرهون فعله وهي أولى من الأم في ذلك لأنها مخبرة به. (وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به) قال الشارح: يحتمل بناء مخبرة من الفاعل أي إنها تخبر به ملائكة العذاب أو ملائكة الرحمة عند نزول الميت القبر بما عمله عليها، وأنها تشهد عليه بما عمله يوم القيامة، ويحتمل أن بناؤه للمفعول وأن الملائكة تخبرها به فتخفف عنه أو تضيق عليه إذا قبر فيها. انتهى، قلت: والأول الأوفق بالسياق والأنسب بقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: ٤] فإنه فُسر أخبارها بما عمله العبد على ظهرها وقوله: "تحفظوا" يناسب تخصيص الأخبار ما وقع عليها من السيئات لأنه الذي يوصي بالتحفظ من إظهاره لمن يشهد على فاعله وتعميمه بذكر الخير استطراد والحديث إخبار بأنه لا يخلو الإنسان عن شاهد يشهد عليه بما يأتيه فإنه لا يأتي بفعل على الأرض إلا وهي شاهدة عليه، فلتحترز بأن لا تفعل قبيحاً. (طب) (١) عن ربيعة أي بن عمرو الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء بعدها معجمة قال الذهبي (٢): مختلف في صحبته وثقه الدارقطني وغيره.

٣٢٤٦ - "تحول إلى الظل؛ فإنه مبارك". (ك) عن أبي حازم.

(تحول إلى الظل) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى أبا حازم قاعداً في الشمس فقاله له. (لأنه) أي الظل. (مبارك) لأنه يسلم العبد عن المضار المتولدة من البقاء في الشمس.


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٥/ ٦٥) رقم (٤٥٩٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٠٧).
(٢) انظر الكاشف (١/ ٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>