للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: والأظهر أن المراد تعلموا علم الكتاب والسنة ممن علمه. (من غير قريش) لأنه عرف من كثرة حثه - صلى الله عليه وسلم - أن المراد علم الكتاب والسنة لا غيره أن المراد تعلمه ممن علمه لا من الجاهل لأنه معلوم عقلا أنه لا يأمر بالتعلم منه وقوله: فإن للقرشي تعليل لذلك وإعلام بأن لهم قوة صبر على التعلم وقوة ذهن يدركون بها أسرار العلوم، ويحتمل أن الخطاب خاص لمن في عصره وأنه أراد بقريش السابقين من آله وأصحابه كالخلفاء وإنه إرشاد لللاحقين من الصحابة أن يتعلموا من السابقين ويقدموهم في أمور الدين وعلله بأن لهم قوة في الدين وفي البصائر سببها سبقهم إلى متابعته وأخذ المعارف عنه وهذا أقرب الاحتمالات. (ش) (١) عن سهل بن أبي حثمة) بفتح الحاء المهملة وسكون المثلثة أنصاري خزرجي من صغار الصحابة مات المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثمان سنين وقد حفظ عنه واختلف في اسم أبي حثمة فقيل عبد الله وقيل عامر (٢).

٣٣١٥ - "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا". ابن مردويه (خط) في كتاب النجوم عن ابن عمر.

(تعلموا من النجوم ما تهتدون به) أي تستدلون به على الطرق والساعات.

(في ظلمات البر والبحر) فإن بمعرفة النجوم ومطالعها ومغاربها نهتدي إلى [٢/ ٣١٦] السبل ونحوها. (ثم انتهوا) أي عن تعلم ما يجاوز ذلك وقد علل النهي علي كرم الله وجهه بقوله: فإن النجامة تدعوا إلى الكهانة فالكاهن ساحر والساحر كافر والكافر في النار.

قلت: وفي قوله ثم انتهوا ما يدل على أنه لا مرجع إلى النجوم في أوقات الصلاة ونحوها فإنه لو أريد ذلك من عموم ظلمات البر والبحر لكان ذكره أهم


(١) أخرجه ابن أَبي شيبة (٣٢٣٨٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٩٦٦).
(٢) انظر: الإصابة (٣/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>