للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحتمل دخوله فيه وبهذا يعرف أنه أريد بحديث: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر" (١) سيأتي أن المراد به ما زاد على ما ذكر الذي يجر إلى القول بتأثير النجوم بحاسة وسعادة. (ابن مردويه (خط) (٢) في كتاب النجوم عن ابن عمر) قال عبد الحق: وليس إسناده مما يحتج به، قال ابن القطان: فيه من لا أعرف (٣).

٣٣١٦ - "تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله، ثم تعمل برهة بسنة رسول الله، ثم تعمل بالرأي؛ فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا وأضلوا". (ع) عن أبي هريرة.

(تعمل هذه الأمة برهة) بضم الموحدة وسكون الراء أي مدة من الزمان تعمل. (بكتاب الله) أي وبالسنة لأنهما متلازمان لكنه حذف للعلم به وهو إخبار أنهم يعملون بما أنزله الله وبلغه رسول - صلى الله عليه وسلم - في زمنه وعقبه قبل اتباع الأهواء وتمهيد أقوال الناس وتقليدهم وقد صدق ذلك وكان خير القرون قرنه ثم تراخى الأمر وقصرت الهمم فأخذوا من السنة ما وضح وسهل وهو مراد بقوله. (ثم تعمل برهة بسنة رسول الله) فإن المراد أنه يشق عليهم أخذ الأعمال من الكتاب والجمع بينه وبين السنة وهؤلاء على خير أيضاً. (ثم تعمل بالرأي) مما يراه الإنسان من تلقاء نفسه أي ولم يستند إلى أدلة الكتاب والسنة في النهاية (٤) أي المحدثين يسمون أصحاب القياس أصحاب الرأي انتهى. وينبغي أن يكون مرادهم بالقياس ما لم يقم الدليل على العمل به والنص على علته وهو ما يسمونه


(١) أخرجه أبو داود (٣٩٠٥)، وابن ماجه (٣٧٢٦).
(٢) أخرجه هناد في الزهد (٩٩٧)، وأبو بكر النجاد في "مسند عمر" رقم (٤١)، وابن حزم في "جمهرة النسب" والخطيب في "القول في علم النجوم" (ص: ١٣٢)، وراجع: فتح الباري (٦/ ٥٢٧)، والتلخيص الحبير (٢/ ١٨٧). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٥٦).
(٣) انظر: بيان الوهم والإيهام (٢/ رقم ١٠٥٥).
(٤) انظر النهاية (٢/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>