للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إصلاحها والتصرف فيها إلا أنه هناك أريد به أموال اليتامى وإذا كان الضمير في ماله هنا للسفيه كان معناه معنى الآية وتلاوته - صلى الله عليه وسلم - للآية عقيب ذلك من قوله.

(وقد قال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} من أعظم دليل أنه المراد ويحتمل أنه أراد مال الإنسان المعطي اسم فاعل لمن حجر عليه أو علم سوء تصرفه فأعطاه مال نفسه ليتجر فيه؛ فإنه داخل في عموم لفظ الآية وإن كانت نزولا وسياقا في مال اليتامى. (ك) (١) عن أبي موسى، قال الحاكم: على شرطهما ولم يخرجاه؛ لأن القوم رووه عن سعيد موقوفاً ورفعه معاذ بن معاذ عنه انتهى وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في المهذب (٢) قال: إسناده مع نكارته نظيف.

٣٥٣٩ - "ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل إذا قام من الليل يصلي، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال". (حم ع) عن أبي سعيد.

(ثلاثة يضحك الله إليهم) أي يرضى عنهم ويلطف يهم، قالوا: الضحك منه تعالى محمول على غاية الرضى والرأفة والدنو والقرب كأنه قيل رضي عنهم ويدنوا إليهم برأفته ورحمته ولطفه، قال الطيبي: يجوز أن يضمر الضحك معنى النظر وتعدى بعديته بإلى فالمعنى أنه تعالى ينظر إليهم ضاحكاً أي راضياً عنهم منعطفاً عليهم؛ لأن الملك إذا نظر إلى بعض رعيته بعين الرضا لا يدع من الإنعام والإكرام شيئاً إلا فعل في حقه وفي عكسه لا يكلمهم ولا ينطر إليهم ولا يزكيهم. (الرجل إذا قام من النوم يصلي) أي لصلاة نافلة أو فريضة نام عنها قال الطيبي: قدم هذا على الأخيرين إمَّا تنزيهًا فإن محاربة النفس التي هي أعدى عدو لله تعالى أشد من محاربة عدوك الذي هو الشيطان ومحاربة الشيطان أصعب عن محاربة أعداء الدين أو ترقباً فإن محاربة من يليك أقدم والأخذ


(١) أخرجه الحاكم (٢/ ٣٣١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٠٧٥)، والصحيحة (١٨٠٥).
(٢) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (برقم ١٥٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>