للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له وإلا فهو من أحجار الدنيا فإن الإخبار بأنه من ياقوت الجنة لا ينافي كونه من أحجار الدنيا ويكون المراد ليس على الأرض حجر أخرج من الجنة. (وكان أبيض كالماء) أي المتعقد ثلجا ليوافق الأول أو في صفائه فإن الماء لا لون له على الصحيح. (ولولا ما مسه من رجس الجاهلية) أي خطاياهم وأوزارهم. (ما مَسّه ذو عاهة إلا برئ) إلا أنها حالت الخطايا بين العباد وبين نيل بركته في الدنيا وبقي لهم نيل بركته في الآخرة بتكفير الذنوب والشهادة لكل من وافاه أو استلمه. (طب) (١) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير.

٣٧٨٧ - "الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا". ابن خزيمة عن ابن عباس.

(الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين) قال في الروض (٢) عن الزبير بن بكار: حكمة كون الخطايا سودته دون غيره من حجارة الكعبة وأستارها أن العهد الذي أخذه الله تعالى على ذرية آدم أن لا يشركوا به شيئاً كتبه في صك وألقمه الحجر الأسود كما ورد في رواية، فالعهد الذي فيه هو الفطرة التي فطر الناس عليها من التوحيد وكل مولود يولد على ذلك الميثاق حتى يسود قلبه بالشرك فلما حال عن العهد وصار قلب ابن آدم من الخطايا بعد ما ولد عليه من ذلك العهد اسود الحجر أسود بعد ابيضاضه وكانت الخطايا سبب ذلك. (يبعث يوم القيامة مثل أحد) أي يجيء


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٤٦) (١١٣١٤)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٤٢)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧٦٨).
(٢) الروض الأنف (١/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>