للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما يرشد إليه حديث "وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس" (١) لكن يقصد بذلك أنه امتثال لأمر الله تعالى وبكونه أمره بذلك وبكونهم عباده ولا طلبا لمكافئتهم فإذا انقطع لله أحبه الناس. (وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة) أي منزلة رفيعة. (ومن كانت له في الجنة درجة فهو في الجنة) قال الماوردي: التودد يعطف القلوب على المحبة ويزيل البغضاء ويكون ذلك بصنوف من البر ويختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. (ونصف العلم حسن المسألة) أي حسن الطلب للعلم فإنه إذا أحسن المسألة أقبل عليه العالم للإفادة وألقى عليه ما في سرائره فكأنه حاز نصف العلم من أول الطلب. (والاقتصاد في المعيشة) قصد العيش الاقتصاد التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط. (نصف العيش، يبقي نصف النفقة) تكون سببًا لبقاء نصفها. (وركعتان) نفلاً أو فرضاً. (من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من) رجل (مخلط) لا يتوقى الشبهات قال بعض العارفين: الورع اجتناب ما يفسد أنواع القربات ويكدر صفاء المعاملة وحقيقته توفي كل ما يحذر منه وغايته تدقيق النظر في إظهار الإخلاص من شائبة الشرك الخفي. (وما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله) قيل ولذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا وصف له عبادة إنسان سأل عن عقله. (والدعاء يرد الأمر) الذي قضاه الله وأمر به. (وصدقة السر تطفئ غضب الرب) كما سبق مراراً. (وصدقة العلانية تقي ميتة السوء) تقدم تفسيرها. (وصنائع المعروف إلى الناس) أي الإحسان إليهم بأنواع الإحسان. (تقي) أي تدفع. (صاحبها مصارع السوء) أي تدفع ذلك وهو جمع مصرع ما يصرع الإنسان فيه وبينها، بالإبدال منها بقوله: (الآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي من بذل


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٣٤٨)، والبيهقي في الشعب (١٠٥٢٢)، والقضاعي في الشهاب (٦٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>