للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض أو المراد يرحمكم أهل السماء كما تشير إليه رواية أهل السماء، قال البوني: إن كان لك شوقاً إلى رحمة الله فكن رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تستبد بخيرك فارحم الجاهل بعلمك والذليل بجاهك والفقير بمالك والضعيف بشفقتك ورأفتك والعصاة بدعوتك والبهائم بعطفك ورفع غضبك، فأقرب الناس من الله رحمةً أرحمهم لخلقه فكل ما يفعله من خيرٍ دق أو جل فهو صادر عن صفة الرحمة وللحافظ أبي القاسم علي بن هبة الله بن عساكر:

بادر إلى الخير يا ذا اللب مغتنماً ... ولا تكن من قليل الخير محتشماً

واشكر لمولاك ما أولاك من نعم ... فالشكر يستوجب الأفضال والكرما

وارحم بقلبك خلق الله وارعهم ... فإنما يرحم الرحمن من رحما

(حم د ت ك) (١) عن ابن عمرو) قال الترمذي: حسن صحيح، وزاد (حم ت ك) (والرحم شجنة) بالشين المعجمة مكسورة ومضمومة (من الرحمن) أي مشتقة من اسمه يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازاً واتساعاً وأصل الشجنة شعبة من أغصان الشجرة (فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله) أي قطع عنه جوده وفضله ورحمته.

٤٤٧٤ - "الراشي والمرتشي في النار". (طص) عن ابن عمرو.

(الراشي) أي معطي الرشوة. (والمرتشي) آخذها (في النار) قال الخطابي: أي تلحقهما العقوبة إذا استويا في المقصد فرشى المعطي لينال باطلاً فلو أعطى لتوصل به لحق أو دفع باطل فلا حرج، قال ابن القيم (٢): والفرق بين الرشوة والهدية أن الراشي يقصد بها التوصل إلى إبطال حق أو تحقيق باطل وهو


(١) أخرجه أحمد (٢/ ١٦٠)، وأبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١٩٢٤)، والحاكم (٤/ ١٧٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥٢٢)، والصحيحة (٩٢٥).
(٢) الروح (ص: ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>