للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الرؤيا) بالقصر كالبشرى مختصة غالبا بشيء محبوب يرى مناما كذا قاله جمع، وقال آخرون: الرؤيا كالرؤية جعل ألف التأنيث فيها مكان ثانيه للفرق بين ما يراه النائم واليقظان. (الصالحة) أي المنتظمة الواقعة على شرائطها وهي ما فيها بشرى أو إيقاظ على غفلة وقال الكرماني (١): الصالحة صفة موضحة للرؤيا لأن غير الصالحة تسمى بالحلم أو مخصصة والصلاح باعتبار صورتها أو تعبيرها. (من الله) أي بشرى منه تعالى أو تحذير وإنذار ذكره القرطبي. قال الكرماني: حقيقة الرؤيا الصالحة أنه سبحانه وتعالى يخلق في قلب النائم وحواسه الأشياء كما يخلقها في اليقظان فيقع ذلك في اليقظة كما رآه وربما جعلها مثلا على أمور يخلقها الله أو خلقها فتتبع تلك كما جعل الغيم علامة على المطر. (والحلم) بضم فسكون أو بضمتين هو الرؤيا غير الصالحة. (من الشيطان) أي من وسوسته فهو الذي يري ذلك الإنسان ليحزنه بسوء ظنه بربه، قيل الحلم في لسان العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفرقة بينهما من الاصطلاحات الشرعية التي لم يعطها بليغ ولم يهتد إليها حكيم بل نصبها صاحب الشرع علامة للفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد. (فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث) بضم الفاء وكسرها. (حين يستيقظ عن يساره ثلاثاً) كراهية للرؤيا وتحقيرًا للشيطان واستقذارا له وخص اليسار لأنها محل الأقذار. (وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره) لصدق التجائه وحسن ظنه بربه كما أن الصدقة تدفع البلاء قال الحافظ ابن حجر (٢): ورد في صفة التعوذ أثر صحيح "أعوذ بما عاذت به


(١) انظر: فتح الباري (١٢/ ٣٥٣).
(٢) فتح الباري (٢/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>