للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه مفيد التقليل بمعنى لا تسرف في الحب والبغض (عسى أن يكون بغيضك يومًا ما) وعسى هنا للإشفاق (وأبغض بغيضك بغضًا) ما مثل ما سلف (عسى أن يكون حبيبك يومًا ما) وعسى للترجي كلعل، والحديث إرشاد إلى الاعتدال في الأمور وعدم المبالغة والغلو في الحب والبغض، وأن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، والأمر هنا للندب، والم بمعنى الحديث من قال:

واحبب إذا أحببت حبًّا مقاربًا ... فإنَّك لا تدري متى أنت رافع

وأبغض إذا ابغضت غير مباين ... فإنك لا تدري متى أنت راجع

(ت هب (١) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.

٢٢٣ - " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي (ت ك) عن ابن عباس (صح) ".

(أحبوا الله) وجوبًا (لما يغذوكم به) في القاموس (٢): الغذاء بالكسر ككساء ما به نماء الجسم غذاه يغذوه غذواً، أي لأجل ما يسديه إليكم من نعمة جمع نعمة وكلمة من للتبعيض إعلامًا بأن بعض نعمه تعالى توجب محبته ويحتمل أنها للبيان وكل نعمة من الله نعمة الإيجاد من العدم والإمداد من النعم وهو حث على حب الله بتذكر نعمه وإلا فأسباب محبته لا تنحصر فإنه تعالى محبوب بكماله الذاتي وإفاضته لأنواع عجائب مخلوقاته وبدائع ملكوته وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هذا؛ لأنه السبب اللازم للإنسان وحب المنعم واجب عقلاً كشكره (وأحبوني)


(١) أخرجه الترمذي (١٩٩٧)، وقال: حديث غريب والبيهقي في الشعب (٦٥٩٥)، وقال هو وهم. وانظر علل الترمذي (١/ ١٥٠)، والعلل المتناهية (٢/ ٧٣٥)، وعلل الدارقطني (٤/ ٣٣)، وقال ابن حبان في الضعفاء بعد أن ذكر الحديث عن أبي هريرة (١/ ٣٥١): هذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة وإنما هو قول على بي أبي طالب فقط ورفعه عن علي خطأ فاحش. وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٧٨).
(٢) القاموس المحيط (ص ١٦٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>