للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".

فالصحابة جميعاً عدول بتعديل الله ورسوله لهم. وقد حاول المؤلف في شرحه هذا للجامع أن يحكم على بعض الصحابة بأحكام خالفت منهج السلف الصالح فزعم أن معاوية بن أبي سفيان في النار.

ولا يسلم له ذلك؛ لأن أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد بجنة ولا بنار إلا بنص قطعي من الكتاب والسنة.

يقول القاضى أبو بكر بن العربي، مبيناً ما اجتمع في معاوية من خصال الخير إجمالاً قال: "معاوية اجتمعت فيه خصال: وهي أن عمر جمع له الشامات (١) كلها وأفرده بها، لما رأى من حسن سيرته، وقيامه بحماية البيضة وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخَلْق. وقد جاءت نصوص صحيحة صريحة تطلق عليه وصف الصحبة وتصفه بالفقه والفهم، فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي مليكه قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه؛ فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؛ فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه (٢).

... يقول ابن العربي: "وشهد بخلافته في حديث أم حرام -رضي الله عنها- فيما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام عند أم حرام القيلولة ثم استيقظ وهو يضحك؛ فقد رأى في منامه ناساً من أمته غزاة في سبيل الله يركبون ثبج


(١) الشامات: قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي (٥٧٥٢): كأنه جمع على إرادة البلاد الشامية.
(٢) أخرجه البخاري (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر معاوية الله (٧/ ١٣٠) رقمى (٣٧٦٤، ٣٧٦٥)، وانظر: كتاب مروان بن الحكم إلى معاوية بن أبي سفيان يستفتيه في مجنون قتل رجلاً. أخرجه مالك في الموطأ كتاب العقول، باب ما جاء في دية العمد إذا قبلت وجناية المجنون ٢/ ٦٤٨ رقم ٣، وانظر: أسد الغابة (٥/ ٢٠٢ رقم ٤٩٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>