للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البحر -أي وسطه ومعظمه- ملوكاً على الأسرة. ثم وضع رأسه فنام واستيقظ وقد رأى مثل الرؤيا الأولى فقالت له أم حرام: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال، أنت من الأولين"، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن في دابتها حين خرجت من البحر. فهلكت (١).

قال الحافظ ابن كثير: يعني بالأول جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها سنة ٢٧ أيام عثمان ابن عفان، بقيادة معاوية، عقب إنشائه الأسطول الإِسلامي الأول في التاريخ، وكانت معهم أم حرام في صحبة زوجها عبادة بن الصامت. ومعهم من الصحابة أبو الدرداء وأبو ذر وغيرهما. واستشهدت أم حرام موقوصة وقبرها بقبرص إلى اليوم.

قال ابن كثير: ثم كان أمير الجيش الثاني يزيد بن معاوية في غزوة القسطنطينية. قال: وهذا من أعظم دلائل النبوة (٢) في الشهادة لسيدنا معاوية، وابنه يزيد بالفضل، والمغفرة والجنة كما جاء في حديث أم حرام مرفوعاً: "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا (٣). وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا" (٤).


(١) أخرجه البخاري (بشرح البارى) كتاب الجهاد السير، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (٦/ ١٣ رقم ٢٧٨٨، ٢٧٨٩)، ومسلم (بشرح النووي) كتاب الإمارة، باب فضل الغزو في البحر (٧/ ٦٥ رقم ١٩١٢).
(٢) البداية والنهاية (٨/ ٢٢٩)، وانظر: النهاية في الفتن والملاحم (١/ ١٧)، وفتح البارى (٦/ ٢٣، ١٢٠ بأرقام ٢٧٩٩، ٢٨٠٠، ٢٩٢٤).
(٣) "قد أوجبوا" قال ابن حجر: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة، قال المهلب وفي الحديث: منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبه لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر. انظر: فتح البارى (٦/ ١٢٠ - ١٢١ رقم ٢٩٢٤).
(٤) أخرجه البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في قتال الروم (٦/ ١٢٠ رقم ٢٩٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>