للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلفاء الراشدين وأخيارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة" (١).

وبالنسبة لموقف الصنعاني من معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وولده يزيد، فقد ورد عنه في أكثر من موضع بأن معاوية بن أبي سفيان من الظلمة البغاة (٢)، وقد ورد عنه في بضع مواضع من التنوير لعن معاوية ويزيد ابنه (غفر الله له). فقال تحت حديث رقم (٢٢٩١): "إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى في بني إسرائيل".

قال الصنعاني: وهم اثنا عشر نقيبًا كما حكاه الله في القرآن، والمراد من الخلفاء الذين هذا عددهم هم أئمة الهدى والحق والعدل، والتنصيص على أعيانهم، لا مجال للعقل فيه إلا أن يأتي فيه توقيف عنه - صلى الله عليه وسلم - وقد تخيلت الإمامية التنصيص على جماعة من أعيان آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بلا هدى ولا كتاب منير ثم بنوا على ذلك عصمتهم وأنهم حجة الله على عباده وبَنَوا على هذا من الخيالات ما يصدق عليه قول من قال:

وللخيالات أحكام مسلطة ... على العقول التي ضلت عن الفكر

نعم ربما يدعي أن منهم الخلفاء الأربعة، وأما حديث: "الخلافة ثلاثون ثم تكون ملكًا عضوضًا" (٣) ونحوه بألفاظ عدة فالمراد: الخلافة التي تكون عقب النبوة بلا فصل، وإلا فقد تأتي خلافة حق تكون بعد الملك العضوض كما وقع لخلافة عمر بن عبد العزيز بعد الملوك الجورة الخونة.

ونقل كلام بعض العلماء في جواز لعن يزيد بن معاوية على رضاه بقتل الحسين وإهانته أهل بيته، وذلك تحت حديث رقم (٢٧٩٦): "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا الجنة".


(١) تاريخ ابن خلدون (٢/ ٤٥٨).
(٢) انظر: سبل السلام (٣/ ٥٢٤ - ٥٢٥).
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٠)، وابن حبان (٦٦٥٧)، والطبراني في الكبير (١/ ٥٥) رقم (١٣) بدون "عضوضًا"، وانظر: السلسلة الصحيحة (٤٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>