للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال كذلك تحت حديث رقم (٩٦٢٠): "ويح الفراخ فراخ آل محمَّد من خليفة مستخلف مترف" قال الصنعاني: قيل: أريد به يزيد بن معاوية. ثم قال: بل يتعين أنه هو فإنه صادق عليه ما ذكروا أنه الذي قتل الحسين وقال ذريته أسارى وفعل الأفاعيل التي تقشعر منها الجلود، فيوجب له النار ذات الخلود والغضب من الرب المعبود.

وأما كون معاوية من البغاة فاستند الصنعاني فيه إلى حديث أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار - رضي الله عنه -: "تقتلك الفئة الباغية" (١) وهو حديث ثابت، رواه مسلم، وقد أشار ابن الأمير نفسه إلى جملة طرقه في "توضيح الأفكار" (٢)، وشرحه في كتابه "سبل السلام" (٣)، وتكلم عن مسألة قتال البغاة وأنه إجماع لقوله تعالى: {فَقَاتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي}. وإذا كان كلامه (رحمه الله) من باب الكلام في قتال البغاة، كما قال تحت حديث رقم (٤٦٥٤): "ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ... " قال: قال القسطلاني: المراد الاختلاف الواقع بين أهل الإِسلام بسبب اجترائهم على الإِمام ولا يكون الحق فيها معلوما بخلاف زمان علي عليه السلام ومعاوية، انتهى. قال الصنعاني: يريد فإن الحق فيها معلوم للإجماع من الطوائف كلها أن معاوية باغي لحديث عمار وغيره.

فهذا قد يقال فيه: إنه من باب الاجتهاد، ومن باب وقوع الاختلاف في المسألة، أما تعيينه بأن رأس البغاة ورأس النواصب معاوية ومعه ابنه يزيد، فهذا مما كان ينبغي له عدم الخوض فيه، وكان الأولى به (غفر الله له) القول بقول الله


(١) أخرجه مسلم (٢٩١٥)، قال النووي في شرحه لمسلم (١٨/ ٥٦): قال العلماء: هذا الحديث ظاهره في أن علياً - رضي الله عنه - كان محقاً مصيباً، والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك.
(٢) انظر: توضيح الأفكار (٢/ ٤٤٨ - ٤٥٣).
(٣) انظر: سبل السلام (٣/ ٥٢٣ - ٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>