للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه وفي دينه خليفة المسلمين وإمامهم؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض.

أما ما لفقوه وألصقوه بيزيد من أن له يدا في قتل الحسين، وأنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة وأن يأتيه به، يعني اقتله وائتني برأسه، فهذا لم يقل به أحد وإنما هو من تلبيس الشيطان على الناس وإتباعهم للهوى والتصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد ومعاوية، وأن أهل العراق والأعراب هم الذين خذلوا الحسين وقتلوه - رضي الله عنه - كما قال بذلك العلماء.

ويشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمَّد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم: أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟ فقال ابن عمر: انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" (١).

أما قول الإِمام الذهبي في سِيَرِه عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه وأنه كان ناصبيا فظا غليظا جلفا متناول المسكر ويفعل المنكر (٢).

هذا الإنصاف الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق -غالبا- على ما يراه ضروريا لإنصافه؛ وذلك نحو الحكم على حكايته ألصقت به وهي غاضة من شأنه، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئًا وهو يحتمل أوجها أخرى، أو نقد لتصرفاته نقدا شرعيا، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقرونا بالإنصاف.


(١) الفتح (١٠/ ٤٤٠) وصحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٢٤).
(٢) سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>