للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ مذهَبهم قِدَمُ الكلامِ (١)، والبارىء قد أخبرَ بإرسال الأنبياءِ، وأنَّهم قالوا، وفعلوا، ونودوا، وأُوذوا، وقيلَ لهم، وهذا كله لم يكُ بعد، ولا وُجدَ، فلا تَفَصِّي (٢) لهم عن المجازِ، وأضافَ (٣) إلى ذاتِه بظاهرِ اللفظَ: الحبَّ والغضبَ، والإتيانَ والمجيءَ، وهم بين مذهبين:

إما تأويل يَصْرفُ عن الحقيقةِ، بمعنى: سيقول، كما قال: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ} [الأعراف: ٥٠]، بمعنى: سينادي، وجاءت ملائكةُ الله، وأمرُ الله، وعقابُ الله، وهذا صورةُ المجاز.

أو يكونُ غيرَ معلومٍ لا يعلمُه إلا اللهُ، فلا يمكنُ أنْ تكونَ حقيقةٌ موضوعةٌ لا تكونُ معلومةً، فلم يبقَ إلا المجازُ، ومتى كان حقيقةً، كان الخطابُ والمخاطبون (٤) قديمينَ، وذلكَ مُحالٌ (٥).

فصل

يَصِحُّ الاحتجاجُ بالمجازِ (٦)

لأنَّه موضوع يُعقلُ منه المرادُ به من المقدَّر (٧) فيه، والمعبَّرُ به


(١) انظر مجموع "الفتاوى" ١٢/ ١٥٨، ٣٧٢.
(٢) أي: لا خروج ولا خلاص لهم.
(٣) في الأصل: "وأضافه".
(٤) في الأصل: "المخاطبين".
(٥) "العدة" ٢/ ٦٩٥، و"المعتمد" ١/ ١١ و"التمهيد" ٢/ ٢٦٥.
(٦) انظر هذا الفصل في "العدة" ٢/ ٧٠١، و"المسودة" (٧٠).
(٧) في الأصل: "القدر".

<<  <  ج: ص:  >  >>