للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكسَّرَتْ (١).

ومن ذلك: ما ظهر واشتهر من عمل أهل قباء في التحول من القبلة بخبر الواحد، فالتفتوا بخبره إلى الكعبة (٢).

ومن ذلك: ما روي عن ابن عباس، أنه بلغه عن رجل، أنه قال: إنَّ موسى صاحب الخَضِرِ ليس بموسى بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذبَ عدوُّ الله، أخبرني أبيُّ بن كعب، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكرَ موسى والخَضِرَ بشيءٍ يدلُّ على أنَّ موسى بني إسرائيل صاحب الخَضِرِ (٣)،، فعمل بخبر أبى إلى حدٍّ كَذَّبَ الرجلَ، وسمَّاه عدوَّ الله، تعويلاً على خبر الواحد.

وعملوا كلهم بخبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أن الأئمة من قريش (٤)، وبحديث عائشة في التقاءِ الخِتانَيْنِ، ووجوبِ الغسل من


(١) أخرجه من حديث أنس: أحمد ٣/ ١٨٣ و ١٨٩ - ١٩٠، والبخاري (٥٥٨٣) و (٥٦٢٢)، ومسلم (١٩٨٠) (٥) و (٦)، والنسائي ٨/ ٢٨٧، وابن حبان (٥٣٥٢)، والبيهقي ٨/ ٢٩٥، والفضيخ: أن يفضخ البسر، ويصب عليه الماء، ويتركه حتى يغلي، أما المهراس: فهو حجرٌ منقور.
(٢) تقدم تخريجه ٢/ ٤٤١.
(٣) ورد ذلك من حديث سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكاليَّ يزعم أن موسى عليه السلام صاحب بني إسرائيل، ليس هو موسى صاحب الخضر عليه السلام، فقال: كذب عدو الله .... الحديث.
أخرجه البخاري (٣٤٠١)، ومسلم (٢٣٨٠)، وابن حبان (٦٢٢٠)، وقوله: كذب عدو الله، هو على وجه الإغلاط، مبالغة في إنكار قوله؛ لمخالفته قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) قال الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" ١/ ٤٨٠: ليس هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>