للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسَترِ القبائح، ولهذا تكشفُ الخبرةُ والعبرةُ من الناس، ما لا تكشفُه المعرفةُ بالظَاهرِ، وإلى هذا أشارَ -صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اخْبُرْ، تَقْلِه" (١)، وقوله: "لو تكاشفتم، ما تدافنتم" (٢)، وقوله سبحانه: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: ١٠١]، وقول النبي للأنصار، إذا رجعوا من السرايا: "لا تدخلوا على بيوتكم إلى أن تصبحوا (٣) " (٤)، أو كما قال، وتحت ستر التَّجمُّلِ الدواهي، ولولا سترُ الله الشاملُ،


(١) أي: اختبر الشخص، تبغضه، لما يظهر لك من بواطن أسراره. رواه الطبراني في "الكبير"، وفي "مسند الشاميين" (١٤٩٣)، وأبو يعلى، ومن طريقه ابن عدي، وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، ورواه أبو الشيخ في "الأمثال" (١١٧)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٦٣٦)، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/ ١٤٥، من حديث أبي الدرداء مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال السخاوي في "المقاصد" (٣٨): وكلها -أي طرق الحديث عن أبي الدرداء- ضعيفة، فابن مريم، وبقية ضعيفان.
(٢) لم أقف على هذا الحديث، ولم أجده فيما بين أيدينا من مصادر حديثية، فالله أعلم.
(٣) في الأصل: "تصبحون".
(٤) ورد هذا المعنى من عدة أحاديث، منها: حديث طويل لجابر، وفيه: قفلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة ... فلما ذهبنا لندخل، قال: "أمهلوا حتى تدخلوا ليلأ- أي: عشاء-؛ لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة"، وفي رواية: "إذا قدم أحدكم ليلاً، فلا يأتينَ أهله طروقاً" أي: ليلاً، أخرجه البخاري (٥٠٧٩)، و (٥٢٤٤)، ومسلم (٧١٥) (١٨١) و (١٨٢)، وأبو داود (٢٧٧٦)، و (٢٧٧٨).
وورد من حديث عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل العقيق، فنهى عن طروق النساء الليلة التي يأتي فيها، فعصاه فتيان، فكلاهما رأى ما يكره.
أخرجه أحمد (٥٨١٤)، والبزار (١٤٨٥).
وفي الباب عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>