للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكرٍ تجدوهُ قويّاً في أمر اللهِ، ضعيفاً فِى بدنِه" (١)، ومنهم مِن رضِيَهُ فعَقَد (٢) له.

ومِن هذا القبيلِ أيضاً وهو الوجودُ: أن المسلمينَ أقرُّوا خالدَ بنَ الوليدِ في مؤتةَ بموضعِ كانوا فيه باجتهادِهم (٣)، فصوّبَ [النبي صلى الله عليه وسلم] ذلك وأقرَّهم عليهِ.

(٤ وكذلك اتفقوا ٤) على قتالِ مانعي الزّكاةِ مِن طريقِ الاجتهادِ، واختلفتْ آراؤُهُمْ فيهِ قياساً على الصلاةِ، فقال أبو بكرٍ (٥): واللهِ لا فرقتُ بينَ ما جمعَ الله قالَ الله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: ١١٠] وأجمعوا على تحريمِ شحمِ الخنزيرِ قياساً على لحمِه، وأجمعوا على تقويمِ عتقِ الأَمَةِ في عتقِ الشريكِ قياساً على العبدِ، وأجمعوا على إراقةِ الشَّيْرَج (٦) والدبسِ السلسِ والخلِّ قياساً على السَّمْنِ إذا ماتت فيه فأرةٌ، وعلى


(١) أخرجه أحمد ١/ ١٠٩ (٨٥٩)، والبزار (٧٨٣)، والحاكم ٣/ ٧٠ من حديث علي بنحوه، وإسناده ضعيف.
(٢) في الأصل: "بعقد"، انظر "العدة" ٤/ ١١٢٦.
(٣) وذلك بعد استشهاد أمراء الغزوة الثلاثة، فاصطلح الناس على خالد. انظر "سيرة ابن هشام" ٢/ ٣٧٣ وما بعدها.
(٤ - ٤) طمس في الأصل، واستدرك من "العدهَ" ٤/ ١١٢٧.
(٥) انظر الحديث رقم (٦٧) من "مسند الامام أحمد" طبع مؤسسة الرسالة.
(٦) معرب من شيره، وهو دهن السمسم، وربما قيل للدهن الأبيض وللعصير قبل أن يتغير: شَيْرَج، تشبيهاً به لصفاته، وهو بفتح الشين. "المصباح المنير" (شرج).

<<  <  ج: ص:  >  >>