للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عقيل: (١) الفاسق لا يُسْلَب اسم الإِيمان في أصح الروايتين، لكن يسلب الكمال، ولا يكفر بغير الصلاة عند أصحابنا، وبعض المتأخرين يجري المذهب على الكل، قال: وليس يصح عن صاحب المقالة، بل الصحيح تخصيصه (٢) الصلاة.

وقال في فنونه: إِن الشارع سمى الأعمال والعبادات إِيمانًا، لكونها شواهد، لا أنها حقيقة الإِيمان، كما سمى كثيرًا من المعاصي كفرًا.

وقال ابن حامد (٣): كلام أحمد في الإِسلام يحتمل روايتين، إِحداهما: أنه كالإِيمان (٤) قول وعمل، والصحيح أن المذهب فيه رواية واحدة (٥)، والثانية: قول (٦). قال: ومراده أنه لا يجب فيه العمل كالإِيمان، لأن النص


(١) انظر: الواضح ١/ ٢٢٢ب- ٢٢٣أ.
(٢) نهاية ١٢ ب من (ب).
(٣) هو: أبو عبد الله الحسن بن حامد بن علي بن مروان البغدادي، إِمام الحنابلة في زمانه ومدرسهم ومفتيهم، من أهل بغداد، كان ينسخ الكتب ويقتات من أجرها متعففاً عن هدايا الخلفاء، عالش طويلاً، وتوفي راجعًا من الحج بقرب "واقصة" سنة ٤٠٣ هـ.
من مؤلفاته: شرح أصول الدين، وتهذيب الأجوبة، والجامع في فقه ابن حنبل.
انظر: طبقات الحنابلة ٢/ ١٧١، والمنتظم ٧/ ٢٦٣، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٣٢، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٢.
(٤) نهاية ٩ ب من (ظ).
(٥) قال القاضي في المعتمد/ ١٩٣: وقد أطلق أحمد القول بأن الإِسلام غير الإِيمان، ومعناه ليس هو جملة الإيمان، وإنما هو من خصاله وطاعاته.
(٦) جاء في المسودة/ ٥٣٢ - ٥٣٣: الروايات المطلقة نصوص للإِمام أحمد، وكذا قولنا: وعنه.=