للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكذا بناها الآمدي (١).

وسبق آخر المسألة قبلها كلام القاضي وغيره، مع قوله أيضًا: "معرفة الله (٢) لا تجب قبل السمع مع القدرة عليها بالدليل"، وذكر أنه المذهب، وتعلق بكلام أحمد "أن معرفة الله كسبية (٣) "، وأن قوماً من أصحابنا وغيرهم قالوا: تقع ضرورة، ولا يتوصل إِليها بأدلة العقل. وقال بعض أصحابنا (٤): أرادوا المعرفة الفطرية كمعرفة إِبليس، لا المعرفة الإِيمانية. قال ابن عقيل: قال (٥) أهل التحقيق: لا يتأتى أنه مطيع في نظره؛ لأنه لا تصح طاعة من لم يعرف، ولا معرفة لمن (٦) لم ينظر.

وجزم صاحب المحرر (٧) بوجوبه شرعاً عندنا وعند


(١) انظر: الإِحكام للآمدي ١/ ٨٧.
(٢) انظر: المعتمد للقاضي/ ٢١، والمسودة/ ٤٥٥، ٤٥٦.
(٣) انظر: المعتمد للقاضي/ ٢٣، ٣٠.
(٤) انظر: المسودة/ ٤٥٧.
(٥) حكاه في المسودة/ ٤٥٥، وقال: ذكره ابن عقيل في آخر كتابه.
(٦) في (ظ): من.
(٧) هو: مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد، ابن تيمية الحراني، جد شيخ الإِسلام تقي الدين بن تيمية، فقيه حنبلي، محدث مفسر، ولد بحران، ورحل إلى بغداد، فأقام بها ست سنين، ثم عاد إِلى حران، وتوفي بها سنة ٦٥٢ هـ، عن نحو ٦٠ عامًا. من مؤلفاته: المنتقى من أحاديث الأحكام، والمحرر في الفقه، والمسودة في أصول الفقه "وقد زاد عليها ابنه وحفيده من بعده". انظر: فوات الوفيات ١/ ٢٧٤، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/ ٢٤٩، وغاية النهاية ١/ ٣٨٥، وجلاء العينين/ ٢٨.
وكتابه "المحرر" كتاب قيم في الفقه، طبع مع "النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر لابن تيمية" لابن مفلح.