للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١٤١ - وعن علي ((رضي الله عنه)). قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القراَن فاستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه؛ أدخله الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته، كلهم وجبت له النار)). رواه أحمد، والترمذى، وابن ماجه، والدرامى. وقال الترمذى: هذا الحديث غريب، وحفص بن سليمان الراوى ليس هو بالقوى، يضعف في الحديث.

٢١٤٢ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: ((كيف تقرأ في الصلاة؟)) فقرأ أم القراَن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسى بيده، ما أنزلت

ــ

وإنهما أمران منافيان لرتبة القراَن، وإن الثانى أعظم من الأول، وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه أن سياق الكلام وارد علي التحقير والتعظيم.

الحديث الثامن عن علي رضي الله عنه: قوله: ((فاستظهره)) ((نه)): أي حفظه، يقال: قرأت القراَن عن ظهر قلبى، أي قرأته من حفظى. ((مظ)): ((استظهر)) إذا حفظ القراَن، واستظهر إذا طلب المظاهرة، وهي المعاونة، واستظهر إذا احتاط في الأمر وبالغ في حفظه، وإصلاحه. وهذه المعانى الثلاثة جائزة في هذا الحديث، يعنى من حفظ القراَن، وطلب القوة والمعاونة في الدين منه، واحتاط في حفظ حرمته واتباع أوامره ونواهيه. وأقول: بل المعانى الثلاثة كلها واجبة الرعاية في الحديث لشهادة الفاءين، فالأولي جعلت القراءة سبباً للاستظهار فلا تكون القراءة كذلك، حتى يلازم ويواظب عليها، والثانية جعلت الاستظهار المسبب عن القراءة سبباً لمقتضى العمل بتحليله وتحريمه، ودعوة الناس إليه، وذلك من مراتب الأنبياء، ومن ثم قرن الشفاعة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بجزاء الشرط، وفي قوله: ((قد وجبت له النار)) تتميم ومبالغة لمعنى قبول الشفاعة، ورد لمذهب المعتزلة في أن الشفاعة في رفعة المنزلة لا في وضع الوزر، والوجوب ها هنا علي سبيل المواعدة.

الحديث التاسع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله ((فقرأ أم القراَن)) فإن قل: كيق طابق هذا جواباً عن السؤال بقوله: ((كيف تقرأ) لأنه سؤال عن حالة القراءة لانفسها قلت: يحتمل أن يقدر: فقرأ أم القراَن مرتلا ومرسلا ومجوداً:: ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم يسأل عن حال ما يقرأه في الصلاة، أهي سورة جامعة حاوية لمعانى القراَن أم لا، فلذلك جاء بأم القراَن وخصها بالذكر، أي هي جامعة لمعانى القراَن وأصل لها، ومن ثم قرره بقوله: ((ما أنزلت في التوراة)) إلي أخره وأبرزه في معرض القسمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>