للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٩٤ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقراَن)) رواه البخاري ..

٢١٩٥ - وعن عبدالله بن مسعود، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو علي المنبر: ((اقرأ علي)). قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((إنى أحب أسمعه من غيرى)). فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلي هذه الأية {فكيف إذا جئنا من كل أمه بشهيد وجئنا بك عى هؤلاء شهيداً}، قال: ((حسبك الَان))، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه.

ــ

الحديث السابع والثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ليس منا لم يتغن بالقراَن)) ((يتغنى)) ها هنا يحتمل أن يكون بمعنى الاستغناء، وأن يكون بمعنى التغنى، ما لم يكن بياناً للسابق ومبيناً للاحق، كما في الحديث السابق. ((ومن)) في ((منا)) اتصالية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنا من دد ولا الدد منى)) أي ما انا متصل باللهو، ولا اللهو متصل بلا، والشيخ التوربشتى رجح جانب الاستغناء، وقال: المعنى ليس من أهل سنتنا، وممن يتبعنا في أمرنا، وهو وعيد، ولا خلاف بين الأمة أن القراَن مثاب علي قراءته، ومأجور من غير تحسين صوته، فكيف يحمل علي كونه مستحقاً للوعيد، وهو مثاب مأجور؟

وأقول: يمكن أن يحمل علي معنى التغني، أي ليس منا معشر الأنبياء ممن يحسن صوته بالقراءة، ويستمع الله منه، بل يكون من جملة من هو نازل عن مرتبتهم، فيثاب علي قراءته كسائر المسلمين، لا علي تحسين صوته كالأنبياء ومن تابعهم فيه.

الحديث التاسع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قوله: {فكيف إذا جئنا} الَاية، ((مظ)): يعنى فكيف حال الناس في يوم تحضر أمه كل نبى، ويكون بينهم شهيداً بما فعلوا من قبولهم النبي أو ردهم إياه، وكذلك نفعل بك يا محمد وبأمتك. أقول: ينافي هذا القول قوله تعالي: {لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} أي حفيظاً لكم ومزكياً لكم، فالشهادة لهم لا عليهم، فكيف يفسر هذا بما يناقضه، بل المعنى بـ ((هؤلاء)) أشخاص معينون من الكفرة. الكشاف: المعنى كيف يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم إذا جئنا من كل أمه بشهيد يشهد عليهم بما فعلوا، وهو نبيهم. وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فلفرط رأفته، ومزيد شفقته حيث عز عليه عنتهمظن فعوى عليهم وبكى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}.

<<  <  ج: ص:  >  >>