للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول من أنفسكم} حتى خاتمة (براءة)، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.

٢٢٢١ - وعن أنس بن مالك: أن حذيفة بن اليمان قدم علي عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلي حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف، ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلي عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاث: إذا اختلفتم في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلي حفصة، وأرسل إلي كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن

ــ

قوله: ((لم أجدها مع أحد غير أبي خزيمة) قلت: الحفاظ حفظوها ثم نسوها، فلما سمعوها استذكروا كما قال زيد: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة ابن ثابت.

قال السخاوي في شرح الرائية: فإن قيل: فما قصد عثمان بإرساله إلي حفصة، وإحضاره الصحف, وقد كان زيد ومن أضيف إليه حفظه في زعمكم؟ قلت: الغرض بذلك سد باب المقالة وأن يزعم زاعم أن في المصحف قرآنا لم يكتب، ولئلا يرى إنسان فيما كتبوه شيئا مما لم يقرأ به فينكره، فالصحف شاهدة بصحة جميع ما كتبوه.

الحديث الخامس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((إذا اختلفتم- إلي قوله- فاكتبوه بلسان قريش)) فإن قلت كيف الجمع بين هذا وبين قوله: ((أنزل القرآن علي سبعة أحرف)) أي لغات؟ قلت: الكتابة والمثبت في المصحف بلغة قريش لا يقدح في القراءة بتلك اللغات. وقوله: ((إنما نزل بلسانهم)) يريد به: أن أول ما نزل بلغة قريش، وهو الأصل ثم خفف ورخص أن يقرأ بسائر اللغات. قول ((أن يحرق)) بالحاء المهملة. وفي- شرح السنة- بالخاء المعجمة، وحققه بما في شرح السنة عن الوليد ابن مسلم سألت مالكا عن تفضيض المصحف، فأخرج إلينا مصحفا، فقال: حدثني أبي عن جدي: أنهم جمعوا القرآن علي عهد عثمان رضي الله عنه وأنهم فضضوا المصاحف علي هذا ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>