للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له، إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله)) رواه الترمذي، وابن ماجة. وقال الترمذي: هذا حديثٌ غريب.

٢٢٧٦ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)) رواه الترمذي [٢٢٦٧].

٢٢٧٧ - وعن ثوبان، قال: لما نزلت {والذين يكنزون الذهب والفضة}

ــ

له؛ لأن الكلام إما خير أو شر أو مباح، ففي الخير أجر، وفي الشر إثم، وفي المباح عفو لا إثم فيه ولا أجر، والمراد بذكر الله هنا ما فيه رضي الله من الكلام، كالتلاوة، والصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم، والتسبيح، والتهليل، والدعاء للمؤمنين وما أسبه ذلك.

أقول: قوله: ((إلا أمر بمعروف)) استثناء من قوله: ((كل كلام ابن آدم)) فلا يخرج المباح من جملة ما عليه، وأقله أن يحاسب عليه، قال تعالي: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) ويورث قساوة القلب، كما يشير إليه الحديث الآتي، وقوله الشارح: ((وفي المباح عفو)) دليل علي أنه مما عليه؛ لأن العفو يقتضي الجرمية، يعفي عنها تفضلا

والحاصل: أن قوله: ((كل كلام ابن آدم عليه لا له)) دل علي أن جميع ما ينطق به الإنسان مضرة عليه، ولذلك ورد ((من صمت نجا)) ثم خص هذا العام مرة بما لابد منه للإنسان من الأمور الدينية، كذكر الله وما والاه، وأخرى بالأمور الدنيوية، [وما نظام] أمر المكلف عليه من المباحات، تفضلا من الله تعالي وعفوا منه.

الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((قسوة للقلب)) أي سبب لقسوة القلب، ((مظ)) وهي عبارة عن دعم قبول ذكر الله، والخوف، والرجاء، وغير ذلك من الخصال الحميدة، وعدم هذه الخلال يبعد الناس عن الله تعالي ولابد في الكلام من التقدير بأن يقال: إن أبعد القلوب من الله القلب القاسي، أو إن أبعد الناس من الله القلب القاسي. أقول: ويمكن أن يعبر بالقلب عن الشخص؛ لأنه به كما قيل: المرء بأصغريه، أي بقلبه ولسانه أو يقدر: ذو القلب، فلا يحتاج إذن إلي حذف الموصول مع بعض الصلة.

الحديث التاسع عن ثوبان: قوله: ((لو علمنا أي المال خير فنتخذه)) ((لو)) للتمني، ولذلك نصب ((فنتخذه)) و ((أي)) رفع بالابتداء، والخبر ((خير))، والجملة سادة مسد المفعولين لـ ((علمنا))

<<  <  ج: ص:  >  >>