للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٠٥ - وعن الزبير، قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي: سبحوا الملك القدوس)) رواه الترمذي. [٢٣٠٥]

٢٣٠٦ - وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمدلله)) رواد الترمذي، وابن ماجه. [٢٣٠٦]

ــ

وضمت إليها ((من)) الإستغراقيو لإفادة الشمول، ثم جئ بقوله: ((يصبح)) صفة مؤكدة لمزيد من الشمول والإحاطة، كقوله تعالي:} وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه {الآية. قوله: ((سبحوا الملك القدوس)) ((مظ)):أي قولوا: سبحان الملك القدوس. أو ما في معناه من قوله: سبوح قدوس رب الملائكة والروح. أقول: كأنه قيل: نزهوا عن النقائص من هو منزه عنها.

الحديث الثالث عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)) قال بعض المحققين: إنما جعل التهليل أفضل الذكر؛ لأن لها تأثير في تطهير الباطن عن الأوصاف الذميمة التي هي معبودات في باطن الذاكر، قال تعالي:} أفرأيت من اتخذ إلهه هواه {فيفيد نفي عموم الإلهية بقول: ((لا إله)) ويثبت الواحد بقوله: ((إلا الله)) ويعود الذكر من ظاهر لسانه إلي باطن قالبه، فيتمكن فيه ويستولي علي جوارحه. وجد حلاوة هذا من ذاق. وإطلاق الدعاء علي الحمد من باب المجاز، ولعله جعل أفضل الدعاء من حيث أنه دعاء لطيف يدق مسلكه، ومن ذلك قول أمية بن أبي الصلت حين خرج إلي بعض الملوك يطلب نائله:

إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء

أقول: يمكن أن يكون قوله: ((الحمدلله)) من باب التلميح والإشارة إلي قوله:} اهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم {وأي دعاء أفضل وأكمل وأجمع من ذلك! ونظيره قوله تعالي:} ولقد فضلنا بعض النبيين علي بعض وآتينا داود زبورا {الكشاف: قوله: ((وآتينا داود زبورا)) دلالة علي وجه تفضيل محمد صلوات الله عليه، وهو أنه خاتم الأنبياء، وأن أمته خير الأمم؛ لأن ذلك مكتوب في الزبور، قال تعالي: ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)).ونظائر هذا كثيرة في التبيان.

((مظ)):إنما كان التهليل أفضل الذكر؛ لأنه لا يصح الإيمان إلا به، وإنما جعل ((الحمدلله))

<<  <  ج: ص:  >  >>