للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٢٥ - وعن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة، يكبر علي كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) متفق عليه.

٢٤٢٦ - وعن عبد الله بن أبي الأوفي، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب علي المشركين، فقال: ((اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم)).متفق عليه.

ــ

إني أقول هذا في حال استعاذتي، واستجارتي من النار. أقول: والأرجح هذا؛ لئلا ينخرم النظم، وأنه صلى الله عليه وسلم لما حمد الله تعالي علي تلك النعمة الخطيرة، وأمر بإسماعها إلي كل من يتأتي منه السماع لفخامته، وطلب الثبات والمزيد عليه، قال هضما لنفسه وتواضعا لله تعالي، وليضم الخوف مع الرجاء تعليما للأمة.

الحديث العاشر عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((علي كل شرف)) ((تو)):أي علي المكان العالي، ووجه التكبيرات علي الأماكن العالية، وهو استحباب الذكر عند تجديد الأحوال، والتقلب في التارات، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك في الزمان والمكان؛ لأن ذكر الله تعالي ينبغي أن لا ينسى في كل الأحوال.

قوله: ((الأحزاب)) ((نه)):وهي الطوائف من الناس جمع حزب بالكسر، ومنه الحديث ذكر يوم الأحزاب، وهو غزوة الخندق، وحديث الأحزاب مشهور في التفاسير والمغازي. قوله: ((وحده)) أي كفي الله تعالي المؤمنين يوم الخندق قتال تلك الأحزاب المجتمعة من قبائل شتى، بأن أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها، فهزمهم.

الحديث الحادي عشر عن عبد الله: قوله: ((منزل الكتاب)) لعل تخصيص هذا الوصف بهذا المقام تلويح إلي معنى الاستنصار في قوله تعالي:} ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون {و} الله متم نوره {وأمثال ذلك. قوله: ((وزلزلهم)) ((نه)):الزلزلة في الأصل الحركة العظيمة، والإزعاج الشديد، ومنه زلزلة الأرض، وهو ها هنا كناية عن التخويف والتحذير، أي اجعل أمرهم مضطربا متقلقلا غير ثابت.

<<  <  ج: ص:  >  >>