للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٣٧ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن العاص بن وائل أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة، فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة، فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية، فقال: حتى أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أبي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة، وإن هشاماً أعتق عنه خمسين، وبقيت عليه خمسون رقبة، أفأعتق عنه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه لو كان مسلماً فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه، بلغه ذلك)) رواه أبو داود. [٣٠٧٧]

٣٠٧٨ – * وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قطع ميراث وارثه؛ قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)). رواه ابن ماجه. [٣٠٧٨]

٣٠٧٩ - ورواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) عن أبي هريرة [رضي الله عنه]. [٣٠٧٩]

ــ

صفة التقوى والشهادة، ثم ثلث بـ ((الغفران)) ترقياً، لأن الغفران غاية المطلب ونهاية المقصد، ومن ثم أمر الله تعالي رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستغفار قبل إتمام النعمة في قوله: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ}. وإنما لم يعد ((الجارة)) في القرينة الثالثة؛ لأن الحالات السابقة هيآت صادرة عن العبد، والأخيرة عن الله تعالي، وهو الوجه في الفرق بينهما. والله أعلم.

الحديث الثاني والثالث عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ميراثه من الجنة)) ((غب)): الوراثة انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد، ولا ما يجري مجراه، وسمي بذلك المنتقل عن الميت، ويقال لكل من حصل له شيء من غير تعب: وقد ورث كذا. ويقال لمن خول شيئاً مهنأ: أورث. قال تعالي: {تِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا}.

أقول: وتخصيص ذكر يوم القيامة وقطعه ميراث الجنة؛ للدلالة علي مزيد الخيبة والخسرة، ووجه المناسبة أن الوارث كما انتظر وترقب وصول الميراث من مورثه، فخاب في العاقبة لقطعه، كذلك يخيب الله تعالي آماله عند الوصول إليها والفوز بها. والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.

<<  <  ج: ص:  >  >>