للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى أبو داود، والنسائي نحوه مسندا ومرسلا. وقال النسائي: المرسل أولي بالصواب من المسند.

[(١٣) باب [في كون الرقبة في الكفارة مؤمنة]]

الفصل الأول

٣٣٠٣ - عن معاوية بن الحكم، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إن جارية كانت لي ترعى غنما لي فجئتها وقد فقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها. فقالت: أكلها الذئب،. فأسفت عليها وكنت من بني آدم، فلطمت وجهها، وعلي رقبة؛ أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أين الله؟)) فقالت: في السماء فقال: ((من أنا؟)) فقالت: أنت رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعتقها)). رواه مالك. [٣٣٠٣]

ــ

باب

الفصل الأول

الحديث الأول عن معاوية: قوله: ((فأسفت عليها)) ((قض)): الأسف الغضب، ((وكنت من بني آدم)) عذر لغضبه عليها ولطمه وجهها، فإن الإنسان مجبول علي نحو ذلك. وقوله لها: ((أين الله؟)) وفي رواية ((أين ربك؟)) لم يرد السؤال عن مكانه؛ فإنه منزه عنه والرسول صلى الله عليه وسلم أعلي من أن يسأل أمثال ذلك، بل أراد أن يتعرف أنها موحدة أو مشركة؛ لأن كفار العرب كانوا يعبدون الأصنام، فكان لكل قوم منهم صنم مخصوص يكون فيما بينهم يعبدونه ويعظمونه، ولعل سفهاءهم وجهلتهم كانوا لا يعرفون معبودا غيره، فأراد أن يتعرف أنها ما تعبد، فلما قالت: ((في السماء)) وفي رواية ((أشارت إلي السماء)) فهم منها أنها موحدة، تريد بذلك نفي الآلهة الأرضية التي هي الأصنام، لا إثبات السماء مكانا له تعالي عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ولأنه لما كان مأمورا بأن يكلم الناس علي قدر عقولهم ويهديهم إلي الحق علي حسب فهمهم، ووجدها تعتقد أن المستحق للعبودية إله يدبر الأمر من السماء إلي الأرض، لا الآلهة التي يعبدها المشركون، قنع منها بذلك ولم يكلفها اعتقاد ما هو صرف التوحيد وحقيقة التنزيه. واستفسار الرسول عن إيمانها عقيب استئذانه عن إعتاقها من الرقبة الواجبة عليه، وترتيب الإذن علي قوله: ((فإنها مؤمنة)) بالفاء يدلان علي أن الرقبة المحررة عن الكفارات لا بد أن تكون مؤمنة. وفيه خلاف مشهور بين الأئمة – انتهي كلامه. فإن قلت: من أين استدرك قوله: ((لكن صككتها)

<<  <  ج: ص:  >  >>