للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٤٥ - وعن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه؛ فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه)) متفق عليه.

٣٣٤٦ - وعن عبد الله بن عمرو جاءه قهرمان له، فقال له: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال: لا. قال: فانطلق فأعظهم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كفي بالرجل إثما أن يحبس عمن يملك قوته)). وفي رواية: ((كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت)) رواه مسلم.

٣٣٤٧ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاءه به وقد ولي حره ودخانه فليقعده معه فليأكل، وإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين)) رواه مسلم.

ــ

الحديث الرابع عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((إخوانكم)) فيه وجهان: أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي مماليككم إخوانكم، واعتبار الأخوة إما من جهة آدم أي إنكم متفرعون من أصل واحد، أو من جهة الدين؛ فيكون قوله: ((جعلهم الله)) حالا، لما في الكلام من معنى التشبيه. ويجوز أن يكون مبتدأ، ((وجعلهم الله)) خبر، فعلي هذا ((إخوانكم)) مستعار لطي ذكر المشبه. وفي تخصيص الذكر بالأخوة إشعار بعلة المواساة في الارتفاق، وأن ذلك مستحب؛ لأنه وارد علي سبيل التعطف عليهم، وهو غير واجب، وناسب لهذا أن يقال: فليعنه؛ لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم.

الحديث الخامس عن عبد الله: قوله: ((أن يحبس (()) ((مظ)): ((أن)) مع ما بعده مبتدأ، و ((كفي)) خبر مقدم مثل بئس رجلا زيدن أو خبر مبتدأ محذوف. و ((إثما)) تمييز. قوله: ((فهرمان)) ((نه)): هو الخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس. وقوله: ((يقوت)) من قاته يقوته إذا أعطاه قوته، ويقال: أقاته يقيته أراد من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده.

الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وقد ولي حره)) ((تو)): ((ولي)) يجوز أن يكون من الولاية، أي تولي ذلكن وأن يكون من الولاء وهو القرب والدنو. والمعنى أنه قاسى كلفه إيجاده وحملها عنك، فينبغي أن تشاركه في الحظ منه. ((فا)): المشفوه القليل، وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل. وقيل: أراد أن كان مكثورا عليه، أي كثرت عليه أكلته. و ((الأكلة)) بالفتح اللقمة. ((تو)): قول من يفسر المشفوه بالقليل فـ ((قليلا)) بدل منه،

<<  <  ج: ص:  >  >>