للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٢٣ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك إ، طالت بك مدة أن ترى قوما، في أيديهم مثل أذناب البقر، يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله)). وفي رواية: ((ويروحون في لعنة الله)) رواه مسلم.

٣٥٢٤ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لوجد من مسيرة كذا وكذا)) رواه مسلم.

ــ

الحديث الرابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أن ترى)) اسم ((يوشك)). قوله: ((يغدون ويروحون)) المراد بهما الدوام والاستمرار كما في قوله تعالي: {يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ} يعني هم أبدا في غضب الله وسخطه لا يرضي عنهم. وإن أريد بهما الوقتان المخصوصان، فالمعنى يصبحون يؤذون الناس ويروعونهم ولا يرحمون عليهم، فيغضب الله تعالي عليهم بذلك، ويمسون يتفكرون فيما لا يرضي عنهم الله تعالي من الإيذاء والروع.

الحديث الخامس عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((من أهل النار)) صفة ((صنفان)) و ((لم أرهما)) خبر ((صنفان)) ونحو ((لم أرهما)) قوله في الحديث السابق: ((يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما)). وقوله: ((قوم معهم سياط)) وقوله: ((ونساء كاسيات عاريات)) بيان أو بدل لقوله: ((صنفان)) وما بعدهما صفات لهما. وذكر قوله: ((لا يدخلن الجنة)) صفة للنساء ولم يذكر للرجال مثلها اختصار أو إيجازا.

((مح)): هذا الحديث من المعجزات، وفيه ذم هذبن الصنفين. قيل: معناه كاسيات من نعمة الله، عاريات من شكرها. وقيل: يسترن بعض بدنهن، فهن وإن كن كاسيات للثياب عاريات في الحقيقة. و ((مائلات)) قيل: عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه، ((مميلات)) أي يعلمن غيرهن فعلن المذموم، وقيل: مائلا يمشين متبخترات، مميلات لأعناقهن. وقيل: ((مائلات)) تمشطن مشطة الميلاء وهي مشطة البغاء، ((مميلات)) يمشطن غيرهن بتلك المشطة. ومعنى ((رءوسهن كأسنمة البخت)) أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.

((قض)): قيل: المميلات اللاتي يملن قلوب الرجال ألي أنفسهن، أو يملن المقانع عن

<<  <  ج: ص:  >  >>