للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٦٧ - وعن ابن عمر [رضي الله عنهما]، قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي السمع والطاعة يقول لنا: ((فيما استطعتم)) متفق عليه.

٣٦٦٨ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت الامات ميتة جاهلية)) متفق عليه.

ــ

للمحل، أي فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، أو الزمان أي في زمإني انشراح صدورهم وطيب قلوبهم وما يضاد ذلك.

قوله: ((كفراً بواحاً)) ((مح)): بواحاً بالواو في أكثر النسخ، وفي بعضها بالراء، يقال: باح الشيء إذا ظهر بواحا وبووحاً، والبواح صفة لمصدر محذوف تقديره أمراً بواحاً، وبراحاً بمعناه من الأرض البراح وهي الأرض البارزة. والمراد بالكفر هنا المعاصي، والمعنى لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتكم، ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكراً محققاً تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم، وقوموا بالحق حيثما كنتم. وأما الخروج عليهم وتنازعهم فمحرم بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين.

وأجمع أهل السنة علي أن السلطان لا ينعزل بالفسق؛ لتهيج الفتن في عزله وإراقة الدماء وتفرق ذات البين، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه، ولا تنعقد إمامة الفاسق ابتداء. وأجمعوا علي أن الإمامة لا تنعقد لكافر ولو طرأ عليه الكفر انعزل، وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها، وكذا البدعة.

قال القاضي: فلو طرأ عليه كفر وتغيير في الشرع أو بدعة سقطت طاعته، ووجب علي المسلمين خلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك. ولا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه، وإلا فيهاجر المسلم عن أرضه إلي غيرها ويفر بدينه.

وقوله: ((برهان)) مبتدأ و ((عندكم)) خبره و ((من الله)) متعلق بالظرف أو حال من المستتر في الظرف، أي برهان حاصل عندكم كائناً من الله، أي من دين الله. ((مح)): أي نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر في كل زمان ومكان الكبار والصغار، لا نداهن فيه أحداً ولا نخافه ولا نلتفت إلي الأئمة.

الحديث السابع عن ابن عمر: قوله: ((ما استطعتم)) ((مح)): في جميع نسخ مسلم ((فيما استطعت)) علي التكلم أي: قل: فيما استطعت تلقيناً لهم، وهذا من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته يلقنهم أن يقول أحدهم فيما استطعت؛ لئلا يدخل في عموم بيعته ما لا يطيقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>