للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٠٠ - وعن عبد الله بن مغفل قال: أصبت جرابا من شحم يوم خيبر، فالتزمته، فقلت: لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم الي. متفق عليه. وذكر حديث أبي هريرة ((ما أعطيكم)) في باب ((رزق الولاة)).

الفصل الثاني

٤٠٠١ - عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله فضلني علي الأنبياء – أو قال: فضل أمتي علي الأمم – وأحل لنا الغنائم)) رواه الترمذي. [٤٠٠١]

ــ

((جرابا)) أي جرابا مملوءا من شحم. وفي قوله: ((اليوم)) إشعار بأنه كان مضطرا إليه وبلغ الاضطرار إلي أن يستأثر نفسه علي الغير، ولم يكن ممن قيل فيه: {ويُؤْثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِمْ ولَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ومن ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

((مح)): فيه إباحة أكل الطعام في دار الحرب. قال القاضي عياض: أجمع العلماء علي جواز أكل طعام الحربيين ما دام المسلمون في دار الحرب علي قدر حاجتهم، ولم يشترط أحد من العلماء استئذان الإمام إلا الزهري، وجمهورهم علي أنه لا يجوز أن يخرج معه منه شيئا إلي عمارة دار الإسلام، فإنه أخرجه لزمه رده إلي المغنم، وعلي أنه لا يجوز أنه لا يجوز بيع شيء منه في دار الحرب، ويجوز أن يركب دوابهم ويلبس ثيابهم ويستعمل سلاحهم في حال الحرب بغير الاستئذان، وشرطه الأوزاعي. وفيه دليل علي جواز أكل شحوم ذبائح اليهود وإن كانت محرمة عليهم.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي أمامة: قوله: ((وأحل لنا الغنائم)) عطف ((أحل)) علي ((فضل)) علي طريقة الحصول والوجود، وفوض ترتيب الثاني علي الأول إلي ذهن السامع، كما في قوله تعالي: {ولَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وسُلَيْمَانَ عِلْمًا وقَالا الحَمْدُ لِلَّهِ}. وفي ((لنا)) علي التقديرين تعظيم، أما علي الأول فظاهر؛ لأن العدول إلي ضمير الجمع مشعر بالتعظيم، وعلي الثاني فإنه صلى الله عليه وسلم أدخل نفسه الزكية في غمار الأمة، وفي هذا الحديث وفي الحديث الأول من الباب وهو قوله: ((ذلك بأن الله رأي ضعفنا وعجزنا)) أن الفضيلة عند الله تعالي هي إظهار الضعف والعجز بين يدي الله تعالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>