للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٣٨ - وعن أنس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلي أكيدر دومة فأخذوه، فأتوا به، فحقن له دمه، وصالحه علي الجزية. رواه أبو داود. [٤٠٣٨]

٤٠٣٩ - وعن حرب بن عبيد الله، عن جده، أبي أمه، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما العشور: علي اليهود والنصارى. وليس علي المسلمين عشور)). رواه أحمد، وأبو داود. [٤٠٣٩]

ــ

الصفار، ويتوسم بسمة من ضرب عليه الجزية، وأنى له الصغار والذلة {ولِلَّهِ العِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ}، وأما الذي يخالف دينه دين الإسلام فلا يمكن من الإقامة في بلاد الإسلام إلا ببذل الجزية، ثم لا يؤذن له في الإشاعة بدينه، ووجه التناسب بين الفصلين أن الذمي إنما أقر ما هو عليه ببذله الجزية، فالذمي عليه الجزية وليس علي المسلم جزية، فصار ذلك رافعا لإحدى القبلتين واضعا لإحداهما.

وقد ذهب بعضهم إلي أن معناه راجع إلي إجلاء اليهود والنصارى من جزية العرب.

وليس لفظ الحديث بمنبئ عما ادعاه؛ لأن قوله: ((بأرض واحدة)) يقتضي معنى العموم. وذهب بعضهم إلي أن معنى ((ليس علي مسلم جزية)): الخراج الذي وضع علي الأراضي التي تركت في أيدي أهل الذمة. والأكثرون علي أن المراد منه أن من أسلم من أهل الذمة قبل أداء ما وجب عليه من الجزية فإنه لا يطالب به؛ لأنه مسلم وليس علي المسلم جزية، وهذا قول سديد لو صح لنا وجه التناسب بين الفصلين.

الحديث الثالث عن انس: قوله: ((أكيدر دومة)) ((قض)): هو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة بضم الدال، وهي قلعة من الشام قريب تبوك أضيف إليها، كما أضيف زيد إلي الخيل ومضر إلي الحمراء وكان نصرإنيا؛ ولذلك صالحه علي الجزية ثم إنه أسلم وحسن إسلامه وذكر قصته في أسماء الرجال. قوله: ((فحقن له دمه)) المغرب: حقن دمه إ ذا منعه أن يسفك. وذلك إذا حل به القتل فأنقذه.

الحديث الرابع عن حرب: قوله: ((إنما العششور)) ((مظ)): لا يؤخذ من المسلم شيء من ذلك دون عشر الصدقات، فأما اليهود والنصارى فالذي يلزمهم من العشور هو ما صالحوا عليه وقت العقد، فإن لم يصالحوا علي شيء فلا عشور عليهم ولا يلزمهم من العشور هو ما صالحوا عليه وقت العقد، فإن لم يصالحوا علي شيء فلا عشور عليهم ولا يلزمهم شيء أكثر من الجزية، وأما عشور أراضيهم وغلاتهم فلا يؤخذ مههم عند الشافعي.

وقال أبو حنيفة: إن أخذوا منا عشورا في بلادهم إذا ترددنا إليهم في التجارات أخذنا [منهم]

<<  <  ج: ص:  >  >>