للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٩٨ - وعن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً، فيعذبه في جهنم)). قال ابن عباس: فإن كنت لابد فاعلاً: فاصنع الشجر وما لا روح فيه. متفق عليه.

٤٤٩٩ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تحلم بحلم لم يره؟ كلف أن يعقد بين شعرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة. ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ)). رواه البخاري.

ــ

أقول: ذكر الشيخ محيي الدين في شرح صحيح مسلم روايات كثيرة، وليس فيها لفظة ((إن)). نعم في رواية البخاري: ((إن أشد الناس)) بغير (من). ((مح)): ((أشد عذاباً)) هذا محمول على من صور الأصنام لتعبد، فله أشد عذاب؛ لأنه كافر. وقيل: هذا فيمن قصد المضاهاة بخلق الله، واعتقد ذلك وهو أيضاً كافر، وعذابه أشد. ومن لم يقصدهما فهو فاسق لا يكفر كسائر المعاصي. وأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا يحرم صنعته ولا التكسب به.

وهذا مذهب العلماء إلا مجاهداً؛ فإنه جعل الشجرة المثمرة من المكروه. واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم ((ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)) فذكر الذرة وهي ذات روح، وذكر الحنطة والشعير وهما جمادان. ووعد عليه وعيداً شديداً؛ حيث أخرج الجملة على سبيل الاستفهام الإنكاري. وذكر الظلم على صيغة التفضيل.

واحتج الجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم: ((أحيوا ما خلقتم)) وبالمضاهاة بخلق الله. ويؤيده حديث ابن عباس: ((إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له)).

((خط)): المصور هو الذي يصور أشكال الحيوان فيحكيها بتخطيط لها وتشكيل، فأما النقاش الذي ينقش أشكال الشجر ويعمل التداوير والخواتيم ونحوها، فإني أرجو أن لا يدخل في هذا الوعيد، وإن كان جملة هذا الباب مكروها وداخلا فيما يلهى ويشغل بما لا يعني. وإنما عظمت العقوبة في الصورة؛ لأنها تعبد من دون الله فالنظر إليها يفتن، وبعض النفوس نحوها تنزع.

الحديث العاشر عن ابن عباس: قوله: ((نفساًً)) كذا في جامع الأصول وأكثر نسخ المصابيح، وهو مشكل لاستناد الفعل إلى الجار مع مجروره مع وجود المفعول به. وفي بعضها ((نفس)) بالرفع وهو الظاهر.

الحديث الحادي عشر عن ابن عباس: قوله: ((من تحلم بحلم)) ((قض)): الحلم بضمتين الرؤيا، وحلم يحلم – بالضم – حلما رأي الرؤيا، وتحلم إذا ادعى أنه رأي ولم ير. ((كلف أن

<<  <  ج: ص:  >  >>