للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٠٨ - وروى الشافعي، عن عروة، مرسلا. [٤٨٠٨]

٤٨٠٩ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذا عرض شاعر ينشد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان؛ لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا)).رواه مسلم.

٤٨١٠ - وعن جابر، قال: قال رسول الله: ((الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع)).رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٤٨١٠]

٤٨١١ - وعن نافع، ((رحمه الله)قال: كنت مع ابن عمر في طريق، فسمع مزمارا، فوضع أصبعيه في أذنيه وناء عن الطريق إلى الجانب الآخر، ثم قال لي بعد أن بعد: يا نافع! هل تسمع شيئا؟ قلت: لا، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت يراع، فصنع مثل ما صنعت. قال نافع: فكنت إذ ذاك صغيرا. رواه أحمد، وأبو داود. [٤٨١١]

ــ

الحديث الثالث والرابع عن أبي سعيد: قوله: ((بالعرج)) ((مح)):هو بفتح العين المهملة وإسكان الراء، وبالجيم، قرية جامعة من عمل الفرع على نحو ثمانية وسبعين ميلا من المدينة. قوله: ((خذوا الشيطان)) أي امنعوه عن إنشاده. ولعله صلى الله عليه وسلم لما رآه ينشد الشعر معرضا غير ملتفت إليهم ومبال بهم مستهزأ بإنشاده الشعر، عرف أن الغالب عليه هو قرض الشعر وأنه مسلوب الحياء، ومعزول عن الأدب؛ ولذلك أطلق عليه اسم الشيطان. وأتبعه بقوله: ((لأن يمتلئ جوف رجل قيحا)) وقد سبق بيانه.

الحديث الخامس عن جابر: قوله: ((الغناء ينبت النفاق)) يعني الغناء سبب النفاق ومؤد إليه، وأصله وشعبته، كما قال: ((البذاء والبيان شعبتان من النفاق)) وهذا تشبيه تمثيلي؛ لأنه منتزع من عدة أمور متوهمة. ((حس)):قيل: الغناء رقية الزنا. قال الشافعي: ولو كان يديم الغناء ويغشاه المغنون معلنا، فهذا سفيه ترد شهادته، وإن كان يقل لا ترد.

الحديث السادس عن نافع: قوله: ((وكنت إذ ذاك صغيرا)) جواب سؤال مقدر يعني ليس لقائل أن يقول: سماع اليراع مباح، والمنع ليس للتحريم بل للتنزيه؛ لأنه لو كان حراما لمنع

<<  <  ج: ص:  >  >>