للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو لم يقبل عذره؛ كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس)) رواهما البيهقي في ((شعب الإيمان) وقال: المكاس: العشار. [٢٥٠٢]

[(١٨) باب الحذر والتأني في الأمور]

الفصل الأول

٥٠٥٣ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)) متفق عليه.

ــ

هذا الذي ترك الأوهام حائرة وصير العالم النحرير زنديقا

قوله: ((وكاد الحسد أن يغلب القدر)) سبق معناه.

باب الحذر والتأني في الأمور

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا يلدغ المؤمن)) هذا يروى على وجهين: أحدهما: على الخبر. وهو أن المؤمن الممدوح هو المتيقظ الحازم الذي لا يؤتي من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد مرة أخرى ولا يفطن هو به. وقد قيل: إنه الخداع في أمره الآخرة دون أمر الدنيا. وثانيها: على النهي أي لا يخدعن المؤمن، ولا يؤتين من ناحية الغفلة فيقع في مكروه، وهذا يصلح أن يكون في أمر الدنيا والأخرة.

((تو)): وأرى أن الحديث لم يبلغ الخطابي على ما كان عليه، وهو مشهور عند أهل السير. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على بعض أهل مكة، وهو أبو عزة الشاعر الجمحي، وشرط عليه أن لا يجلب عليه، فلما بلغ مأمنه عاد إلى ما كان عليه، فأسر تارة أخرى فأمر بضرب عنقه، وكلمه بعض الناس في المن عليه فقال: ((لا يدع المؤمن ...)) الحديث.

أقول: وروى الشيخ محيي الدين عن القاضي عياض هذه القصة. وقال: سبب هذا الحديث معروف، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر أبا عزة الشاعر يوم بدر، فمن عليه وعاهده أن لا يحرض عليه ولا يهجوه، فأطقه فلحق بقومه ثم رجع إلى التحريض والهجاء، ثم أسر يوم أحد فسأله المن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يلدغ المؤمن ... .)) الحديث. وهذا السبب يضعف الوجه الثاني.

أقول: إذا ذهب إلى النهي خيل أنه صلوات الله عليه لما رأي من نفسه الزكية الميل إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>