للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٨١ - وعن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أثقل شيء يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وروى أبو داود الفصل الأول. [٥٠٨١]

٥٠٨٢ - وعن عائشة [رضي الله عنها] قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار)) رواه أبو داود. [٥٠٨٢]

٥٠٨٣ - وعن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) رواه أحمد، والترمذي والدارمي. [٥٠٨٣]

ــ

الحديث السادس عن أبي الدرداء رضي الله عنه: قوله: ((البذيء)) في الغريبين: رجل بذيء أي فاحش سيء الخلق وقد بذأ يبذأ بذاءة. انتهى كلامه. أوقع قوله: ((وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) مقابلا لقوله: ((إن أثقل شيء يوضع في الميزان)) دلالة على أن أخف ما يوضع في الميزان هو سوء الخلق، وأن حسن الخلق أحب الأشياء عند الله تعالى، والخلق السيئ أبغضها، وأن الفحش والبذاءة أسوأ شيء في مساوئ الأخلاق.

الحديث السابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((بحسن خلقه)) قال الحسن: حسن الخلق بسط الوجه، وبذلك الندى وكف الأذى. وقال الواسطي: هو أن لا يخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله تعالى. وقال أيضاً: هو إرضاء الخلق في السراء والضراء. وقال سهل: أدنى حسن الخلق، الاحتمال وترك المكافأة، والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة عليه.

الحديث الثامن عن أبي ذر رضي الله عنه: قوله: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) قيل: يعلم منه أن العبد لا يستغني في حال من الأحوال عن محو آثار السيئات عن قلبه بمباشرة حسنات تضاد آثار تلك السيئات. فسماع الملاهي يكفر بسماع القرآن وبمجالس الذكر، وشرب الخمر يكفر بالتصدق بكل شراب حلال. وعلى هذا قفس؛ لأن المرض يعالج بضده والمتضادات هي المتناسبات! فلذلك ينبغي أن يمحو كل سيئة بحسنة من جنسها لكي تضادها، فالبياض يزال

<<  <  ج: ص:  >  >>