للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٧) باب تغير الناس]

الفصل الأول

٥٣٦٠ - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة)). متفق عليه.

٥٣٦١ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتتبعن سنن من قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)). قيل: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟)). متفق عليه.

ــ

باب تغير الناس

الفصل الأول

الحديث الأول عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((كالإبل المائة)) اللام فيها للجنس ((تو)): الرواية فيه على النعت ((كإبل مائة)) بغير ألف ولام فيهما، والمعنى أنك لا تكاد تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب، فإنما [يصلح] للركوب ما كان وطيا سهل القياد، وكذلك لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة ويعاون صاحبه ويلين له جانبه.

أقول: على القول الأول تجد فيها ((راحلة)) صفة لـ ((الإبل)) والتشبيه مركب تمثيلي، والوجه منتزع من عدة أمور متوهمة. وعلى الثاني هو الوجه للتشبيه وبيان لما شبه الناس بالإبل والتشبيه مفرد.

((مظ)): معناه أن الناس في أحكام الدين سواء لا فضل فيها لشريف على مشروف. ولا لرفيع منهم على وضيع، كالإبل المائة لا يكون فيها راحلة.

الحديث الثاني عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله ((سنن من قبلكم)) السنن جمع سنة وهي الطريقة حسنة كانت أو سيئة. والمراد بها ها هنا طريقة أهل الأهواء والبدع التي ابتدعوها من تلقاء أنفسهم بعد أنبيائهم، من [تغيير] دينهم وتحريف كتابهم كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل. وقوله: ((شبرا بشبر)) حال مثل ((يدا بيد)). قوله: ((اليهود والنصارى)) [أي: أتعني من نتبعهم] اليهود والنصارى؟ فأجاب: ((فمن؟)) أي إن لم أردهم فمن سواهم؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>