للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٤٠٦ - وعن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي الله، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) رواه أبو داود. [٥٤٠٦]

٥٤٠٧ - وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أوست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن

ــ

الحديث الرابع عشر عن ثوبان رضي الله عنه: قوله: ((على الحق)) خبر لقوله ((لا يزال)) أي ثابتين على الحق. وقوله: ((ظاهرين)) يجوز أن يكون خبرا بعد خبر. وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في ثابتين أي ثابتين على الحق في حال كونهم غالبين على العدو.

الحديث الخامس عشر عن عبد الله قوله: ((تدور رحى الإسلام)) ((قض)): دوران الرحى كناية عن الحرب والقتال شبهها بالرحى الدوارة التي تطحن الحب لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس. قال الشاعر:

فدارت رحانا واستدارت رحاهم

((تو)) إنهم يكنون عن اشتداد الحرب بدوران الرحى، ويقولون: دارت رحى الحرب، أي استتب أمرها ولم نجدهم استعملوا دوران الرحى في أمر الحرب من غير جريان ذكرها والإشارة إليها. وفي هذا الحديث لم يذكر الحرب. وإنما قال: ((رحى الإسلام)). فالأشبه أنه أراد بذلك أن الإسلام يستتب أمره ويدوم على ما كان عليه المدة المذكورة في الحديث. ويصح أن يستعار دوران الرحى في الأمر الذي يقوم لصاحبه ويستمر له، فإن الرحى توجد على نعت الكمال ما دامت دائرة مستمرة. ويقال: فلان صاحب دارتهم إذا كان أمرهم يدور عليه. ورحى الغيث: معظمه.

ويؤيد ما ذهبنا إليه ما رواه الحربي في بعض طرقه: ((تزول رحى الإسلام)) مكان ((تدور)) ثم قال: كأن ((تزول)) أقرب؛ لأنها تزول عن ثبوتها واستقرارها. وأشار بـ ((السنين الثلاث)) إلى الفتن الثلاث. مقتل عثمان رضي الله عنه وكان سنة خمس وثلاثين. وحرب الجمل وكانت سنة ست، وحرب صفين وكانت سنة سبع، فإنها كانت متتابعة في تلك الأعوام الثلاثة. قوله: ((فإن يهلكوا فسبيل من هلك)) أي فسبيلهم سبيل من قد هلك من القرون السالفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>