للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٤٩ - وعن عبد الله بن حوالة، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئاً، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال: ((اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلمهم إلى الناس فيستأثروا عليهم)) ثم وضع يده على رأسي، ثم قال: ((يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك)) رواه [أبو داود]. [٥٤٤٩]

٥٤٥٠ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم،

ــ

إلى تمني الإطالة للرخاء، أو إلى تمني القصر للشدة، والذي يذهب إليه راجع إلى زوال الإحساس بما مر عليهم من الزمان لشدة ما هم فيه وذلك أيضا صحيح.

((قض)): ((كالضرمة بالنار)) أي كزمان إيقاد الضرمة، وهي ما توقد به النار أولا كالقصب والكبريت.

الحديث الثاني: عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه: قوله: ((على أقدامنا)) حال من الضمير المفعول، أي بعثنا إلى جهة لنعزو ونغنم ماشين على أقدامنا.

وقوله: ((فأضعف)) جواب للنهي، أي: لا تفوض أمورهم إلى ((فأضعف)) عن كفاية مؤنتهم، وسد خلتهم، ولا تفوضهم إلى أنفسهم فيعجزوا عن أنفسهم لكثرة شهواتها وشرورها، ولا تفوضهم إلى الناس فيختاروا أنفسهم على هؤلاء فيضيعوا، بل هم عبادك فافعل بهم ما يفعل السادة بالعبيد.

قوله: ((البلابل)) هي الهموم والأحزان، وبلبلة الصدر وسواسه.

الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((دولا)) ((تو)) الدول جمع دولة، وهي اسم لكل ما يتداول من المال، يعني أن الأغنياء وأهل [الثروة] يستأثرون بحقوق الفقراء، أو يكون المراد منه أموال الفيء تؤخذ عليه غلبة وأثرة صنيع أهل الجاهلية وذوي العدوان.

((والأمانة مغنماً)) أي يذهبون بها فيغنموها، يقال: فلا يغنم الأمر، أي: يحرص عليه كما يحرص على الغنائم والزكاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>