للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، يا رب! فيقول: أفلك عذر؟ قال: لا، يا رب فيقول بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك. فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء)). رواه الترمذي، وابن ماجه. [٥٥٥٩]

٥٥٦٠ - وعن عائشة، أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يبكيك؟)). قال: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله

ــ

قلت: كيف طابق هذا جوابا لقوله: ما هذه البطاقة؟ قلت: اسم الإشارة للتحقير، كأنه أنكر ان تكون هذه البطاقة المحقرة موازنة لتلك السجلات، فرد بقوله: ((إنك لا تظلم بحقيرة)) أي: لا تحقي هذه فإنها عظيمة، إذ لا يثقل مع اسم الله شيء، فلو ثقل على اسم الله شيء فقد ظلمت.

قوله: ((فتوضع السجلات)) ((نه)): السجلات جمع سجل بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير، والبطاقة رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما يجعل فيه إن كان عيناً فوزنه أو عدده، وإن كان متاعاَ فقيمته، قيل سميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب فتكون الباء حينئذ زائدة، وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر، ويروى بالنون وهو غريب.

والطيش الخفة، وقد طاش يطيش طيشاً فهو طائش.

الحديث الرابع: عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((عند الميزان)) قال أهل الحق: قال الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} نضع ميزاناً يوم القيامة توزن به الصحائف التي يكون مكتوبا فيها أعمال العباد، وله كفتان إحداهما للحسنات والأخرى للسيئات، وعن الحسن: له كفتان ولسان.

قوله: ((وعند الصراط)) ((مح)): مذهب أهل الحق أنه جسر ممدود على متن جهنم يمر عليه الناس كلهم، فالمؤمنون ينجون على حسب أعمالهم ومنازلهم، والآخرون يسقطون فيها- عافانا

<<  <  ج: ص:  >  >>