للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٧٩ - وفي رواية أبي هريرة: ((فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه)).

وفي رواية أبي سعيد: ((فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير

ــ

فقوله: ((أفقر)) حال، و ((ما)) مصدرية، و ((الوقت)) مقدر كما سبق.

مح: معناه أنهم تضرعوا إلى الله تعالى، ولجئوا إليه، وتوسلوا بهذا القول المشعر بالإخلاص إلى الخلاص، يعني: ربنا فارقنا الناس في الدنيا الذين زاغوا عن طاعتك من الأقرباء وممن يحتاج إليهم في المعاش والمصالح الدنيوية، وهكذا كان دأب الصحابة ومن بعدهم من المؤمنين في جميع الأحول والأزمان فإنهم كانوا يقاطعون من حاد الله ورسوله مع حاجتهم إليه، وآثروا رضا الله تعالى على ذلك.

قوله: ((من تلقاء نفسه)) أي: من نحوها وجهتها مخلصا لا لجهة اتقاء الخلق وتعلق الرجاء بهم، وهذا أيضاً يدل على أن الرؤية هي الرؤية الحقيقية.

((مح)): وهذا السجود امتحان من الله تعالى لعباده، وقد استدل بهذا، وبقوله تعالى: {يدعون إلى السجود فلا يستطيعون} على جواز تكليف ما لا يطاق.

وقوله: ((طبقة واحدة)) أي: صفحة، أي: صار فقار ظهره واحدة كالصفحة، وقد يتوهم في هذا الحديث أن المنافقين يرون الله تعالى مع المؤمنين، وهو باطل، إذ ليس في الحديث تصريح برؤيتهم الله تعالى، وإنما فيه أن الجمع الذي فيه المؤمنون والمنافقون يرون الله تعالى، ثم يمتحن بالسجود، فمن سجد كان مخلصاً، ومن لم يقدر عليه كان منافقاً، وهذا لا يدل على أن المنافقين يرون الله تعالى.

قوله: ((تحل الشفاعة)) أي تقع ويؤذن فيها.

قوله: ((ويقولون اللهم سلم سلم)) القائلون الرسل بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه بعد هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>