للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٠٠ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما أنا رحمة مهداة)) رواه الدارمي، والبيهقي في ((شعب الإيمان)).

[(٣) باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم]

القصل الأول

٥٨٠١ - عن أنس، قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أفٍ ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟ متفق عليه.

ــ

قوله: ((إنما أنا رحمة مهداة)) أي ما أنا إلا رحمة للعالمين أهداها الله إليهم، فمن قبل هديته أفلح ونجا، ومن لم يقبل خاب وخسر، كقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.

باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

نه: الخلق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب متعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة.

والشمائل: جمع شمال وهو الخلق.

الفصل الأول

الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه:

قوله: ((أف)) اسم الفعل بمعنى الضجر والكره، وحرف التحضيض دخل على الماضي فأفاد التقديم، كما في المضارع يفيد التحريض.

واعلم أن ترك اعتراض النبي صلى الله عليه وسلم على أنس رضي الله عنه فيما خالف أمره إنما يعرض فيما يتعلق بالخدمة والآداب، لا فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية فإنه لا يجوز ترك الاعتراض فيه.

وفيه أيضًا مدح أنس فإنه لم يرتكب ما يتوجه إليه من النبي صلى الله عليه وسلم اعتراض ما.

الحديث الثاني عن أنس رضي الله عنه:

قوله: ((حتى أمر)) حكاية الحال الماضية، كما تقول: شربت الإبل حتى يجر بطنه، ويجوز أن تكون حتى ناصبة بمعنى كي.

<<  <  ج: ص:  >  >>