للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من لبن, فاخترت اللبن, فقال جبريل: اخترت الفطرة, ثم عرج بنا إلى السماء)). وساق مثل معناه. قال: ((فإذا أنا بآدم, فرحب بي ودعا لى بخير)). وقال في السماء الثالثة: ((فإذا أنا بيوسف, إذا هو قد أعطى شطر الحسن, فرحب بي ودعا لي بخير)). ولم يذكر بكاء موسى. وقال في السماء السابعة: ((فإذا أنا بإبراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور, وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك, لا يعودون إليه, ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة, وإذا ثمرها كالقلال, فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت, فما أحدٌ من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها, وأوحى إليَّ ما أوحى, ففرض على خمسين صلاة في كل يوم وليلة, فنزلت إلى موسى, فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف, فإن أمتك لا تطيق ذلك, فإني بلوت بني

ــ

أقول: وقد يراد به الجهة أيضًا, نحو قوله تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام} أي إلى جهة من الحسن ومسحة منه, كما يقال: عليه مسحة ملك ومسحة جمال, أي: أثر ظاهر, ولا يقال ذلك إلا في المدح.

وقوله: ((إذ هو قد أعطي)) بدل من الأول في معنى بدل الاشتمال.

قوله: ((مسندا)) منصوب على الحال في صحيح مسلم وشرحه وشرح السنة, وفي المصابيح مرفوع وهو على حذف المبتدأ.

وقوله: ((لا يعودون إليه)) الضمير المجرور فيه عائد على البيت المعمور, أي يدخلون فيه ذاهبين غير عائدين أبدًا لكثرتهم.

قوله: ((فلما غشيها من أمر الله ما غشى)) قيل فراش من ذهب.

قض: ولعله مثل ما يغشى الأنوار التي تنبعث منها ويتساقط على موقعها بالفراش, وجعلها من الذهب لصفاءها وإضاءتها في نفسها.

قوله: ((بين ربي وبين موسى)) مح: معناه بين الموضع الذي ناجيته فيه أولا فناجيته فيه ثانيًا, وبين موضع ملاقاة موسى أولا.

قوله: ((إنهن خمس)) الضمير فيه مبهم يفسره الخبر كقوله:

هي النفس ما حملتها تتحمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>