للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله على أهل الأرض ولا تأمنوني)) فسأل رجل قتله، فمنعه، فلما ولى قال: ((إن من ضئضئ هذا قوماً يقرءون القرن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، فيقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)). متفق عليه.

٥٨٩٥ - وعن أبي هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً، فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال: ((اللهم اهد أم أبي هريرة)). فخرجت مستبشراً بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صرت إلى الباب فاذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي فقالت: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خصخصة الماء، فاغتسلت فلبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح، فحمد الله وقال خيراً رواه مسلم.

٥٨٩٦ - وعنه، قال: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي

ــ

قوله: ((إن من ضئضئ هذا)) نه: الضئضئ الصل، يقال: ضئضئ صدق وضؤضؤ صدق، يريد أن يخرج من نسله وعقبه، ((تو)) وأما من ذهب إلى أنهم يتولدون منه فقد أبعد، إذ لم يذكر في الخوارج قوم من نسل ذي الخويصرة، ثم إن الزمان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول إلى أن نابذ المارقة عليا رضي الله عنه وحاربوه لا يحتمل ذلك، بل معناه من الأصل الذي هو منه في النسب أو من الأصل الذي هو عليه في المذهب.

وأراد بقتل عاد: الاسئصال بالإهلاك، فإن عاداً لم تقتل وإنما أهلكت بالصيحة فاستؤصلت بالإهلاك.

الحديث السادس والعشرون عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قوله: ((مجاف)) نه: أجاف الباب، أي: رده عليه، ومنه الحديث: ((أجيفوا أبوابكم)) أي ردوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>