للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٥٠ - وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً وأمر عليهم أسامة ابن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن كنتم تطعنون في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده)) متفق عليه.

ــ

الحديث الخامس عشر عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: قوله: ((ثم يضمهما)) كذا في المصابيح وفي جامع الأصول، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة.

الحديث السادس عشر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((وايم الله إن كان لخليقاً)) أي والله إن الشأن.

وفي أصل المالكي: ((وأيم الله لقد كان خليقاً للإمارة وإن كان من أحب الناس إلي)) قال: استعمل ((إن)) المخففة المتروكة العلم عارياً ما بعدها من اللام الفارقة لعدم الحاجة إليها، وذلك لأنه إذا خففت ((إن)) صار لفظها كلفظ، ((إن)) النافية، فيخاف التباس الإثبات بالنفي عند ترك العمل فألزموا اللام المؤكدة مميزة لها، ولا يثبت ذلك إلا في موضع صالح للإثبات والنفي، نحو: (إن علمتك لفاضلا)) فاللام هنا لازمة إذ لو حذفت مع كون العمل متروكاً، وصلاحية الموضع للنفي لم يتيقن، فلو لم يصلح الموضع للنفي جاز ثبوت اللام وحذفها، فمن الحذف قول عبد الله بن بشير: ((إن كنا فرغنا في هذه المسألة الساعة)) وقول عائشة رضي الله عنها: ((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا ومالنا طعام إلا السلف من التمر)) ومنه قول الشاعر:

أخي إن علمت الجود للحمد مبقياً وللود مثبتاً وللمال مفنياً

وشواهده كثيرة

وهاهنا نكتة وهي أن اللام الفارقة إن كان بعد ما ولى ((إن)) نفي واللبس مأمون فحذفها واجب كقول الشاعر:

إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند

ولما غفل النحويون عن هذه الشواهد وأن حذف اللام عند الاستغناء عنها جائز بل واجب ألزموا ثبوت اللام.

قوله: ((فقد كنتم طعنتم)) هذا الجزاء إنما يترتب على الشرط بتأويل التنبيه والترشيح، أي طعنكم الآن فيه سبب لأن أخبركم أن ذلك من عادة الجاهلية وهجيراهم، ومن ذلك طعنكم في أبيه من قبل، نحوه قوله تعالى: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}.

تو: ((إنما طعن من طعن في إمارتهما لأنهما كانا من الموالي وكانت العرب لا ترى تولية الموالي وتستنكف من إتباعهم كل الاستنكاف، فلما جاء الله بالإسلام ورفع قدر من لم يكن له

<<  <  ج: ص:  >  >>