للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٠٠ - وعن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة. رواه أبو داود. والترمذي. [١٣٠٠]

الفصل الثالث

١٣٠١ - عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة إلي المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر إني لو جمعت هؤلاء علي قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم، فجمعهم علي أبي بن كعب، قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم. قال عمر: نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون- يريد آخر الليل-، وكان الناس يقومون أوله. رواه البخاري.

ــ

من شيم الرسل. وقولها: ((إني ظننت)) إلي آخره أيضاً إطناب في الجواب، وعدول عن أن يجاب بنعم مزيداً للتصديق .. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أن ينزل)) إلي آخره استئناف بياناً لموجب خروجه من عندها، يعني خرجت لنزول رحمته علي العالمين، وخصوصاً علي أهل القبور من البقيع.

الحديث الثالث عن زيد: قوله: ((في مسجدي هذا)) تتميم ومبالغة لإرادة الإخفاء فإن الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعادل ألف صلاة في غيره من المساجد سوى المسجد الحرام وفيه إشعار بأن النوافل شرعت للقربة إلي الله تعالي، وإخلاصاً لوجهه، فينبغي أن تكون بعيدة عن الرياء، ونظر الخلق، والفرائض أسست لإشادة الدين، وإظهار شعائر الإسلام، فهي جديرة بأن تقام علي رءوس الأشهاد.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن عبد الرحمن: قوله: ((أوزاع)) ((نه)): أي متفرقون. أراد أنهم كانوا يتنفلون فيه بعد صلاة العشاء متفرقين، فقوله: ((متفرقون)) كعطف البيان لـ ((أوزاع)) وقوله: ((يصلي الرجل بصلاته الرهط)) أي يؤم الرجل جماعة دون العشرة. وقوله: ((نعمت البدعة هذه)) يريد بها صلاة التراويح؛ فإنه في حيز المدح، لأنه فعل من أفعال الخير وتحريض علي الجماعة المندوب إليها؛ وإن كانت لم تكن في عهد أبي بكر رضي الله عنه فقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قطعها إشفاقاً من أن تفرض علي أمته. وكان عمر رضي الله عنه ممن نبه عليها، وسنها علي

<<  <  ج: ص:  >  >>