للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث: سَاعَتَانِ تُفتَحُ فِيهِمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ (١) قال أبي، رضي الله عنه (٢). أبواب السماء مغلَّقة وكذلك أبواب الجنة، لا تفتح إلا لسبب من عروج أمر، أو نزول قضاء، أو ما شاء الله تعالى والباري سبحانه هو الذي يسمع الأقوال، وهو الذي يرفع الأعمال، وهو الذي يقبل الدعاء وقد جعل لذلك علامات وقرنه بأسباب وخصّ به أوقاتاً منها حضرة الصلاة ومنها الاصطفاف عند القتال، فينبغي أن تغتنم تلك الساعة وأمثالها فإنها متهيئة للقبول، ولكن للدعاء شروط يقبل معها ولا يصح دونها وقد بيَّنا، في كتاب المشكلين، شروطه وخصائصه وجماعها عشرون خصلة وثمرتها الإجابة، وكل داعٍ مقبول دعاؤه لقوله تعالى: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ} (٣)، لكن الإجابة على ثلاثة أوجه: إما أن تقضى له حاجته التي عين، وإما أن يعوض خيراً منها مما لم يعلم الداعي قدرها ولو علمه لرضي بالبدل، وإما أن يدخر له إلى الآخرة وكذلك هو نص.


(١) رواه مالك في الموطّأ ١/ ٧٠، ونقل السيوطي عن ابن عبد البر أن هذا الحديث موقوف عند جماعة من الرواة ومثله لا يقال من جهة الرأي، وقد رواه أيوب بن سويد ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن عمرو عن مالك مرفوعاً، وروي من طرق متعددة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، تنوير الحوالك ١/ ٩١.
قلت: الحديث رواه الحاكم مرفوعاً عن أبي حازم أن سهل بن سعد أخبره أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثَنتَانِ لَا تُرَدَّانِ أو قُل مَا تُرَدَّانِ. الدُّعاءُ عندَ النّدَاءِ وعِنْدَ البَأسِ حِينَ يَلْحُمُ بَعْضُهُمْ بعْضاً" وقال: هذا حديث ينفرد به موسى بن يعقوب وقد يروى عن مالك وموسى بن يعقوب ممن يوجد عنه التفرد ولم يعلق عليه الذهبي. المستدرك ١/ ١٩٨، وعبد الرزاق في المصنف ١/ ٤٩٥، ورواه الدارمي مرفوعاً بإسناد مثل إسناد الحاكم ١/ ٢٧٢، والبيهقي في السنن ١/ ٤١٠، ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق بكر بن سهل بن سعد بلفظ: "سَاعَتَانِ تُفْتَحُ فِيهَا أبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَمْ تُرَدّ فيهِمَا دَعْوة حُضُور الصلاَةِ وَعِندَ الزحْفِ لِلْقِتَالِ". وقال: غريب من حديث مالك لم يروه عنه في الموطّأ، ورواه أيوب بن سويد وإسماعيل بن عمر أبو المنذر عن مالك نحوه. حلية الأولياء ٦/ ٣٤٣، وقد رواه الطبراني في الأوسط والصغير عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "تُفْتحُ أبوَابُ السمَاءِ لِخَمسٍ لِقِرَاءةِ القرْآنِ وَللِقاءِ الزَّاحِفِينَ ولِنُزُولِ الْقَطْرِ وَلدَعْوةِ الْمَظْلُومِ وَللأَذَان". قال الهيثمي: فيه حفص بن سليمان الأسدي ضعّفه البخاري ومسلم وابن معين وابن المديني، ووثّقه أحمد وابن حبان مجمع الزوائد ١/ ٣٢٨.
أقول: رواية الحاكم والدارمي فيها موسى بن يعقوب صدوق سيء الحفظ. ت، ٢/ ٢٨٩، وانظر ت ت ١١/ ٣٧٨. وأورده الخطيب في المشكاة ١/ ٢١٢ وعزاه لأبي داود والدارمي درجة الحديث: صحَّحه الشيخ ناصر في تعليقه على المشكاة ١/ ٢١٢.
(٢) ليست في بقية النسخ، وفي (ك) قال الإِمام الحافظ أبو بكر بن العربي رضي الله عنه.
(٣) البقرة آية ١٨٦ وتمام الآية. {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

<<  <   >  >>