للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْخِلِّيفَى لَأذَّنْتُ) (١).

رابعها: تجديد الشهادة في كل حين، وقد روي أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، "أَذَّنَ مَرَّةً وَاحِدَةً عَلَى رَاحِلَتِهِ في مَطَر وَبَلَّةٍ" (٢) خرّجه الترمذي وغيره، وقوله - صلى الله عليه وسلم -، في الحديث الصحيح: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطوَلُ النّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيامَةِ" (٣) روي بفتح الهمزة جمع عنق يشير بذلك إلى عزتهم وأمنتهم وارتفاع أقدارهم؛ فإن الرجل إذا كان بهذه الصفة مد جيده وتعالى لما يريده. قال النبيُّ، - صلى الله عليه وسلم -: "لَأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يحِبُّ الله وَرَسُولَه وُيحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ فَتَطَاوَلَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا" (٤) وفي ضده قال الله تعالى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي


(١) الخِلّيفى، بتشديد اللام مع كسر الخاء المعجمة. التلخيص ١/ ٢١٢ أي لولا الخلاقة لأذَّنت، وهذا الأثر رواه عبد الرزاق في مصنفه ١/ ٤٨٦ وابن أبي شيبة في مصنفه أيضاً ١/ ٢٢٥، والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ٤٢٦، وأورده الحافظ في تلخيص الجبير ١/ ٢١٢ وعزاه لأبي الشيخ في كتاب الأذان له وللبيهقي وسعيد بن منصور في سننه، وأورد صاحب كنز العمال ٤/ رقم ٥٤٧٨ و ٥٤٨١، وأورده ابن حجر في المطالب العالية ١/ ٦٥ وعزاه لمسدد، وقال حيب عبد الرحمن الأعظمي: رجاله ثقات، فعليه يكون حسناً.
(٢) الحديث رواه الترمذي ٢/ ٢٦٨ من طريق يعلي بن مرّة عن أبيه عن جده، أنهم كانوا في مسير فانتهوا إلى مضيق وحضرت الصلاة فمطروا، السماء من شوقهم والبلة من أسفل منهم، فأذَّن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو على راحلته وأقام فتقدم على راحلته، فصلَّى بهم يومئ إيماءً يجعل السجود أخفض من الركوع. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب تفرد به عمر بن الرماح البلخي ولا يعرف إلا من حديثه، وقد رواه عنه غير واحد من أهل العلم.
ورواه أحمد ٤/ ١٧٣ عن سريج بن النعمان عن ابن الرماح مطولاً والدارقطني مطولاً أيضاً من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن غزوان عن ابن الرماح.
سنن الدارقطني ١/ ٣٨٠، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٧ من طريق ابن الرماح، والخطيب البغدادي في تاريخه من طريق الحسين بن موسى الأشيب عن ابن الرماح ١١/ ١٨٢، والحديث نقل الحافظ في التلخيص ١/ ٢١٢ عن عبد الحق أنه صحح إسناده، وأن النووي حسّنه وقال ضعفه البيهقي وابن العربي وابن القطان لحال عمرو بن عثمان. انظر المجموع ٣/ ١٠٦، والبيهقي ٢/ ٧، أما عزوه الابن العربي فقد راجعت عارضة الأحوذي ٢/ ٢٠٣، ولم أجد له كلاماً على هذا الحديث ولعله في موضع آخر.
أقول: الذي يظهر لي أن الصواب تضعيف هذا الحديث لأن عمرو بن عثمان لم يوثقه إلا ابن حبان. انظر ت ت ٨/ ٧٩، الثقات ٥/ ١٦٨، التاريخ الكبير ٣/ ٣٥٣ كما أن عثمان بن يعلى مجهول. انظر ت ت ٧/ ١٥٩ - ١٦٠.
(٣) رواه مسلم في كتاب الصلاة من حديث معاوية بن أبي سفيان في باب فضل الأذان وهرب الشيطان منه. ١/ ٢٩٠، وابن ماجه ١/ ٢٤٠، وأحمد ٤/ ٩٥، ٩٨، وابن حبان. انظم موارد الظمآن ص ٩٦.
(٤) الحديث متفق عليه. رواه البخاري في كتاب الجهاد باب فضل من أسلم على يده رجل ٤/ ٧٣ من رواية =

<<  <   >  >>