للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "الرَّواحُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" (١)، وظاهر القرآن يقتضي ألا يأتي إليها إلا من سمع النداء دون من لم يسمعه، ولذلك قال علماؤنا البغداديون أن الحد الذي يجب القصد إليها منه فرسخ؛ لأنه إذا كان المؤذن صيِّتًا والموضع مرتفعًا والأصوات هادئة فإنه يسمع من فرسخ (٢).

وفي الحديث الصحيح أن أهل العوالي كانوا يأتون الجمعة (٣)، وهو نوع من الحد الذي قدمناه.

وروي عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - "أَنَّهُ أَمَرَ أَهْلَ قبَاءَ بِإِتْيَانِ الْجُمُعَةِ" (٤) وهو نوع من التقدير أيضًا


(١) رواه أبو داود في سننه ١/ ٢٤٤، والنسائي ٣/ ٨٩، والطحاوي في معاني الآثار ١/ ١١٦، والبيهقي من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير قال: ثنا المفضل ابن فضالة بالإِسناد المذكور. السنن الكبرى ٣/ ١٨٧.
درجة الحديث: صحيح من خلال إسناده.
(٢) أنظر الإِشراف على مسائل الخلاف ١/ ١٢٤.
(٣) متفق عليه البخاري في كتاب الجمعة باب من أين تؤتى الجمعة ٢/ ٨ عن عائشة بلفظ: "كَانَ الناسُ يَتَنَاوَبُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالْعَوَالِي فَيَأْتُونَ في الْغبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغِبَارُ وَالْعَرَقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ فَأَتَى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنْسَانٌ منْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ الْنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ تَطَهَّرْتُمْ لِيوْمِكُمْ هذَا". وأخرج أيضًا من طريق يحيى بن سعيد إنه سأل عمرة عن الغسل يوم الجمعة فقالت: قالت عائشة، رضي الله عنها: كَانَ النَّاسُ مِهْنَةَ أَنْفُسِهِمْ وَكَانُوا إذا رَاحُوا إِلَى الْجُمُعَةِ رَاحُوا في هَيْئَتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ لَو اغْتَسَلْتُمْ. البخاري كتاب الجمعة باب وقت الجمعة ٢/ ٨، ومسلم في كتاب الجمعة باب وجوب الغسل ٢/ ٥٨١، وأبو داود ٢/ ١٦، مختصرًا، وابن خزيمة ٣/ ١٢٧، والنسائي ٣/ ٩٣ - ٩٤.
(٤) رواه الترمذي من طريق الفضل بن دكين حدثنا إسرائيل عن ثوير عن رجل من أهل قباء عن أبيه وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. الترمذي ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥، وقال عقب روأيته: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، شيء.
قلت: والحديث فيه ضعيف ومجهول. أما الضعيف فهو ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة الكوفي، ضعَّفه أبو زرعة وأبو حاتم والعجلي والساجي ويعقوب بن سفيان وغيرهم.
وقال الثوري: ثوير من أركان الكذب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي والجوزجاني: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان. كان يقلب الأسنايد حتى يجيء في روايته أشياء كأنها موضوعة. انظر ت ت ٢/ ٣٦.
التاريخ الكبير ٢:١/ ١٨٣، التاريخ الصغير ١٢٧، الضعفاء للنسائي ٢٨٧، الجرح والتعديل ١:١/ ٤٧٢، المجروحين ١/ ١٩٦، الميزان ١/ ٣٧٥، ديوان الضعفاء ٤٠، وهو يروي عن رجل مُبْهَم.
درجة الحديث: ضعيف.

<<  <   >  >>